قال الصولي : حدثني الحسن بن اسمعيل قال : سمعت المعتضد يقول : لا فخر أفخر من قول عامر بن الطفيل :
وإنّي وإن كنت ابن سيّد عامر |
|
وفارسها المشهور في كلّ موكب |
فما سوّدتني عامر عن وراثة |
|
أبى الله أن أسمو بأمّ ولا أب |
ولكنّني أحمي حماها ، وأتّقي |
|
أذاها ، وأرمي من رماها بمنكبي |
هذا والله السؤدد أن يشرف بنفسه ، يزيد بذلك شرفه بآبائه ، فإن نقص عنهم كان ذلك لاحقا به لا بهم. والأبيات المذكورة من قصيدة ، أولها :
تقول ابنة العمريّ مالك بعد ما |
|
أراك صحيحا كالسّليم المعذّب |
السليم : اللديغ. وسوّدتني : من السيادة. وأسمو : من السمو ، وهو العلو والارتفاع. والمنكب : بكسر الكاف وفتح الميم ، رأس العرفاء في النكاية ، وهي العرافة. وقيل أعوان العرفاء. والمعنى : وأرمي من رماها بجماعة رؤساء من الفوارس. وعامر بن الطفيل العامري ، ورد على النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يسلم وتهدّده ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اللهمّ اكفنيه بما شئت (١)! فأخذه الطاعون كما ثبت ذلك في كتاب المعجزات. وفي شرح شواهد الإيضاح أنه يكنى أبا الجزاز ، بزائين. وقيل أبا جزيز بالتصغير. وأنه لما قدم كان له بضع وثمانون سنة ، وكان أعور.
٨٤٦ ـ وأنشد :
إذا رضيت عليّ بنو قشير
تقدم شرحه في شواهد على (٢).
__________________
(١) في الشعراء ٢٩٤ : (اللهم اكفني عامرا واهد بني عامر).
(٢) الشاهد رقم ٢١٥ ص ٤١٦