صدره :
وما نبالي إذا ما كنت جارتنا
قال العيني : أنشده الفراء ولم يعزه لأحد. والمبالاة بالشيء : الإكتراث به. ويروى : (علا) بإبدال الهمزة عينا. والجملة : في محل نصب مفعول نبالي. وإن مصدرية. وما زائدة أو مصدرية. وديار : بمعنى أحد ، وأصله ديرار. ويختص بوقوعه في النفي. وقوله : إلاك ، فيه وقوع المتصل موقع المنفصل ضرورة. ورأيت في الكافي للنحاس : أن المبرد أنشده بلفظ : (سواك) فلا ضرورة إذن ولا شاهد.
٦٨١ ـ وأنشد :
نحن نفوس الوديّ أعلمنا |
|
منّا بركض الجياد في السدف (١) |
قاله : سعد القرقرة. وعزاه ابن عصفور إلى قيس بن الخطيم. نحن مبتدأ واعلمنا خبره. وفيه جمع بين الإضافة ومن أفعل التفضيل. وقد استشهد به على ذلك. وأجيب بأن تقديره : أعلم منا ، والمضاف إليه في نية الطرح. وخرجه ابن جني على أن (نا) في أعلمنا مرفوع مؤكد للضمير في أعلم ، وهو نائب عن نحن. وهذا البيت أشكل على أبي على حتى جعله من تخليط الأعراب. والوديّ : بفتح الواو وكسر الدال وتشديد الياء ، جمع ودية ، وهي النخلة الصغيرة. والجياد : جمع جواد ، وهو الفرس. والسدف : بفتح المهملتين وفاء ، الصبح وإقباله. وفي شرح الأمثال للبكري أن النعمان أتى بحمار وحش ، فدعى سعد القرقرة فقال : احملوه على يحموم ، وأعطوه مطردا ، وخلوا عن هذا الحمار. وركض الفرس فالقى المطرد وتعلق بمعرفة الفرس ، فضحك به النعمان ، ثم أدرك فانزل. فقال سعد في ذلك :
نحن نفوس الوديّ أعلمنا |
|
منّا بركض الجياد في السّدف |
__________________
(١) كذا في الاصل ، وفي المغني وذيل ديوان قيس بن الخطيم ص ٨٠ (نحن بغرس الودي). ويروى (بغرس الورد).