لست بداخر لغد طعاما |
|
حذار غد لكلّ غد طعام |
قالوا : النابغة. قال : النابغة أشعر شعرائكم وأعلم الناس بالشعر. وأخرج الزبير بن بكار والاصبهاني وابن عساكر عن ابن عباس انه سئل من أشعر الناس؟ فقال : الذي يقول (١) :
فإنّك كاللّيل الّذي هو مدركى |
|
وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع |
قالوا : هذا النابغة. وأخرجوا أيضا عن حسان بن ثابت انه سئل : من أشعر الناس؟ قال : أبو أمامة ، يعني النابغة الذبياني. وأخرج ابن عساكر من طريق ابن الأنباري عن ثعلب عن عمر بن شبة عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال : كان أوس بن حجر فحل العرب ، فلما أنشأ النابغة طأطأ منه. وأخرج عن الأصمعي قال : ذكر عند أبى عمرو بن العلاء النابغة وزهير فقال أبو عمرو : ما كان زهير يصلح أن يكون أخيذا للنابغة ، يعني راويا عنه. وأخرج عن الأصمعي قال : سألت بشارا الأعمى : من أشعر الناس؟ فقال : اختلف الناس في ذلك فأجمع أهل البصرة على امرىء القيس وطرفة بن العبد ، وأجمع أهل الكوفة على بشر بن أبي خازم والأعشى الهمداني ، وأجمع أهل الحجاز على النابغة وزهير ، وأجمع أهل الشام على جرير والفرزدق والأخطل ؛ وكان الأخطل دونهما. قلت : فجرير أشعر أو الفرزدق؟ فقال : كان جرير يقول المراثي ، ولقد ناحوا على النوار امرأة الفرزدق بشعر جرير. وأخرج عن الأصمعي قال : أول ما تكلم به النابغة من الشعر أنه حضر مع عمه عند رجل ، وكان عمه يشاهد به الناس ويخاف أن يكون عييا ، فوضع الرجل كأسا في يده وقال :
تطيب كؤوسنا لو لا قذاها |
|
ويحتمل الجليس على أذاها |
فقال النابغة : رحمى لذلك :
قذاها أنّ صاحبها بخيل |
|
يحاسب نفسه بكم اشتراها |
__________________
(١) ديوانه ٥٥ ، والخزانة ٢ / ٧ (السلفية) ، والشعراء ١١٠ و ١٢٣ و ٣٠٣