٦٠٥ ـ وأنشد :
بين ذراعي وجبهة الأسد (١)
هو للفرزدق ، وصدره :
يا من رأى عارضا أسرّ به
العارض : السحاب. وأسر : من السرور. وذراعا الأسد : الكوكبان الدالان على المطر ، وكذا جبهة الأسد. والذراعان والجبهة من منازل القمر. والبيت استشهد به على حذف المضاف إليه وإبقاء الأول بحاله ، فكونه عطف عليه مضاف إلى مثل المحذوف.
٦٠٦ ـ وأنشد :
إذا غاب عنكم أسود العين كنتم |
|
كراما ، وأنتم ما أقام ألائم (٢) |
هو للفرزدق وبعده :
تحدّث ركبان الحجيج بلومكم |
|
وتقري به الضّيف اللّقاح العواتم |
وأسود العين : اسم جبل. وضمير ما أقام إليه ، يقول : لا تكونون كراما حتى يغيب هذا الجبل ، وهو لا يغيب من مكانه أبدا. وغلط من ظنه اسم رجل. وألائم : جمع ألأم ، بمعنى اللئيم ، مجردا عن معنى التفضيل. وقوله : وتقرى به الضيف قال القالي في أماليه : يعني ان أهل الأندية يتشاغلون بذكر لؤمكم عن حلب لقاحهم حتى عصوا ، فإذا طرقهم الضيف صادف الألبان بحالها لم تحلب ، فنال حاجته. فكان لؤمكم قرى الأضياف والاشتغال بوصفه.
__________________
(١) ديوانه ٢١٥ ، سيبويه ١ / ٩٢ ، والخزانة ١ / ٣٦٩ و ٢ / ٢٤٦
(٢) ليس البيت في ديوان الفرزدق ، وهو في الامالي ١ / ١٧١ واللآلي ٤٣٠ والخزانة ٣ / ٥٠٠ ، والعيني ٤ / ٥٧ ، واللسان (عتم).