٥٩٠ ـ وأنشد :
كأنّني حين أمسي لا تكلّمني |
|
متيّم يشتهي ما ليس موجودا (١) |
هو لعمر بن أبي ربيعة. أخرج في الأغاني عن عوانة بن الحكم (٢) : أنّ الوليد بن يزيد بن عبد الملك قال لأصحابه ذات ليلة : أيّ بيت قالته العرب أغزل؟ فقال بعضهم : قول جميل :
يموت الهوى منّي إذا ما لقيتها |
|
ويحيا إذا فارقتها فيعود |
وقال آخر : قول عمر بن أبي ربيعة :
كأنّني حين أمسي لا تكلّمني |
|
ذو بغية يبتغي ما ليس موجودا |
فقال الوليد : حسبك والله بهذا. وقيل هذا البيت وهو أول القصيدة :
أمسى بأسماء هذا القلب معمودا |
|
إذا أقول صحا من غيّه عيدا |
أجري على موعد منها فتخلفني |
|
فما أملّ ولا توفي المواعيدا |
وقال في موضع آخر من الأغاني (٣) : هذه القصيدة ليزيد بن الحكم. ومن الناس من ينسبها الى عمر بن أبي ربيعة وذلك خطأ. ثم أخرج بسنده عن الحزامي ، قال (٤) : دعاني الحجاج فقال لي : أنشدني بعض شعرك؟ وإنما أراد أن ينشده مديحا له ، فأنشده قصيدة يفخر بها ، ويقول :
وأبي الّذي سلب ابن كسرى راية |
|
بيضاء تخفق كالعقاب الطّائر |
فلما سمع الحجّاج فخره نهض مغضبا ، وخرج يزيد من غير أن يودّعه ،
__________________
(١) ديوانه ١٤٣ ، والاغاني ١ / ١١٤ و ٦ / ٣٢١ و ٣٢٨ و ١٢ / ٢٨٨ (الدار).
(٢) ١ / ١١٤ الدار.
(٣) ١٢ / ٢٨٨ الدار.
(٤) ١٢ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨ (الدار).