ثم مات من يومه ، فجزعت عليه بشرة ولم تزل تبكي عليه وتندبه إلى أن شهقت شهقة فماتت فدفنت الى جنبه. قلت : ونظير هذه الحكاية ما أخرجه البيهقي في دلائل النبوّة عن أبي عصام المزني عن أبيه قال : بعثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم سرية قبل نجد ، فأدركناه يسوق ظعائن ، فقلنا له : أسلم ، قال : وما الإسلام؟ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه. قال : أفرأيتم إن لم نفعل ما أنتم صانعون؟ قلنا : نقتلك. قال : هل أنتم منتظري حتى أدرك الظعائن؟ قلنا : نعم. فأدرك الظعائن ، فقال : اسلمي حبيش ، قبل نفاذ العيش. فقالت الاخرى : اسلم عشرا وتسعا وترا ، وثمانيا تترى. ثم قال :
ألم يك حقّا أن ينوّل عاشق |
|
تكلّف إدلاج السّرى والودائق |
انثنى بوصل قبل أن يشحط النّوى |
|
وينأى الأسير بالحبيب المفارق |
ثم رجع الينا فقال : شأنكم ، فقدّمناه فضربنا عنقه. فانهدت المرأة من هودجها فجاءت عليه ، فما زالت حتى ماتت.
وأخرج البيهقي أيضا عن ابن عباس مثله ، وفيه : فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت ، فلما قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخبروه الخبر ، فقال صلىاللهعليهوسلم : أما كان فيكم رجل رحيم؟ وللقصة طريق ثالث من حديث أبي الدرداء أخرجها ابن اسحق والبيهقي (١)
فائدة :
لهم شاعر ثالث يقال له الأحوص بن ثعلبة بن محيصة بن مسعود ، ذكره الآمدي أيضا.
٥٥٦ ـ وأنشد :
إذ ذهب القوم الكرام ليسي
تقدّم شرحه في حرف القاف (٢).
__________________
(١) يلاحظ ان هذا الخبر فيه اضطراب ، وغير مذكور فيه اسم الشخص القتيل.
(٢) انظر الشاهد رقم ٢٧٣ ص ٤٨٨.