وهي لا تقارب معناه ولا سهولة ألفاظه.
ولبس عباءة وتقرّ عيني |
|
أحبّ إليّ من لبس الشّفوف (١) |
٤١١ ـ وأنشد :
قال ابن عساكر فى تاريخه : قرأت فى كتاب لبعض الشاميين جمعه في الحنين الى الأوطان ، قال : أنا أحمد بن محمد البغدادي ، حدثنا أبو بكر بن دريد قال : تزوّج معاوية بن أبي سفيان ميسون بنت بحدل الكلبية أم يزيد ، وحملت إلى دمشق فحنت ذات ليلة الى البادية فأنشأت تقول :
لبيت تخفق الأرواح فيه |
|
أحبّ إليّ من قصر منيف |
وكلب ينبح الطّرّاق عنّي |
|
أحبّ إليّ من قطّ ألوف |
وبكر يتبع الأظعان صعب |
|
أحبّ إليّ من بغل زفوف |
ولبس عباءة وتقرّ عيني |
|
أحبّ إليّ من لبس الشّفوف |
وخرق من بني عمّي نحيف |
|
أحبّ إليّ من علج عليف |
فلما سمعها معاوية قال : جعلتني علجا. وطلقها وألحقها بأهلها.
الأرواح : جمع ريح. وتخفق : تضطرب. ومنيف : عال. والطرّاق : جمع طارق ، وهو الذي يأتي بالليل. وبكر : بفتح الباء ، الفتى من الإبل. والأظعان : جمع ظعينة وهي المرأة في الهودج. وبغل : زفوف : مسرع ، وهو بفتح الزاي وضم الفاء الأولى ، من الزفيف ، وهو ضرب من المشي. واللبس واللباس ، بمعنى مصدران. وقيل : اللباس جمع لبس. والعباءة : بالمدّ ، شملة الصوف ونحوها.
__________________
(١) ابن عقيل ١ / ٢٧٢ ، والخزانة ٣ / ٥٩٢ وامالي ابن الشجري ١ / ٢٥١ وسيبويه ١ / ٤٢٦