٣٨٧ ـ وأنشد :
لا همّ إن الحارث بن جبله |
|
زنا على أبيه ثمّ قتله |
وركّب الشّادخة المحجّله |
|
وكان في جاراته لا عهد له |
وأيّ أمر سيّىء لا فعله |
قال التبريزي في شرح أبيات الإصلاح : الحارث بن جبلة هو الغساني. ولا همّ ، وأصله : اللهم. وزنا : أي ضيق. والشادخة : الغرّة ، يكنى بها عن الأمر اليسير. وكذا المحجلة من التحجيل وهو بياض القوائم. وهم يقولون في الشيء المشهور : هو أغرّ محجل. والجارات : جمع جارة ، وهنّ النساء اللاتي يجاورنه. والعهد : الذمام والحرمه. يصفه بالغدر وقلة المعروف ، وإنه ضيق على أبيه ثم عدا عليه فقتله وركب الخطة الشنعاء التي تشتهر في الناس اشتهار الغرّة في الوجه ، والتحجيل في القوائم. ولم يرع عهد نسائه ، بل انتهك حرمتهن ولم يترك أمرا ذميما إلا ارتكبه. وقال ابن يسعون : هذا الرجز لابن العفيف العبدي أو عبد المسيح بن عسلة. قاله في الحارث بن أبي شمر الغساني الأعرج ، من بني جبلة. وكان اذا أعجبته امرأة من قيس أرسل إليها فاغتصبها حتى قال فيه بعض الكلابيين :
يا أيّها الملك المخوف أما ترى |
|
ليلا وصبحا كيف يعتقبان |
هل تستطيع الشّمس أن تأتي بها |
|
ليلا ، وهل لك بالمليك يدان |
اعلم وأيقن أنّ ملكك زائل |
|
واعلم بأنّ كما تدين تدان |
وقال ابن الشجري في أماليه : قوله : زنا على أبيه ، يروى بتخفيف النون وتشديدها. فمن رآه مخفففا فمعناه زنا بامرأته ، ومن رآه مشددا فأصله زناء مهموز. ومعناه ضيق عليه. وهذا القول أوجه ، وهي امرأة ابن السكيت (١).
__________________
(١) كذا.