هو مطلع قصيدة بضعة عشر بيتا لقيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي ، شاعر جاهلي. وبعده :
ومحبسها على القرشيّ تشرى |
|
بأدراع وأسياف حداد |
كما لاقيت من حمل بن بدر |
|
وإخوته على ذات الإصاد |
قال ابن حبيب : ساوم الربيع بن زياد بن عبد الله بن سفيان بن قارب العبسي بن قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي درعا كانت عنده ، فلما نظر اليها وهو راكب وضعها بين يديه ، ثم ركض بها فلم يردها على قيس ، فعرض قيس لأم الربيع فاطمة بنت الخرشب الأنمارية ، وهي تسير في ظعائن من بني عبس ، فاقتاد جملها يريد أن يرتهنها بالدرع حتى تردّ عليه ، فقالت له : ما رأيت كاليوم قط فعل رجل ، أين ضلّ حلمك ، أترجو أن تصطلح أنت وبنو زياد أبدا وقد أخذت أمهم فذهبت بها يمينا وشمالا. فقال الناس في ذلك ما شاؤوا أن يقولوا ، وحسبك من شرّ سماعه (١). فأرسلتها مثلا. فعرف قيس ما قالت ، فخلى سبيلها واطرد إبلا لبني زياد حتى قدم بها مكة ، فباعها من عبد الله بن جدعان وقال في ذلك :
ألم يبلغك والأنباء تنمي .. الأبيات
الأنباء : جمع نبأ ، وهو الخبر. وتنمي : بفتح المثناة الفوقية ، من نميت الحديث أنميه بالتخفيف إذا بلغته على وجه الاصلاح وطلب الخير ، فإذا بلغته على وجه الافساد والتهمة قلت نميّته بالتشديد. قاله أبو عبيد وابن قتيبة. واللبون : جماعة الابل ذات اللبن. ويروى بدله ، قلوص ، وهي الناقة الشابة. وبنو زياد هم الربيع وأخوته. قوله : ومحبسها ، أي محبس قلوص بني زياد ، أراد حبسها. والقرشي : عبد الله بن جدعان. وتشرى : تباع. والأدراع : جمع درع. والأسياف : جمع سيف. وحداد : جمع حديد ، من حدّ السيف يحد حدة ، أي صار حادّا. وذات الأصاد : بكسر الهمزة موضع ، كانت فيه غاية في الرهان بين داحس فرس قيس بن زهير والغبراء فرس حذيفة بن بدر الفزاري ، وبسببهما كانت الواقعة المشهورة في العرب بداحس والغبراء ، دامت بينهم أربعين سنة. والأصاد : جمع أكمة كثيرة
__________________
(١) انظر مجمع الأمثال ١ / ١٩٤ رقم ١٠٢٦.