وإنما صار باقية من قبل الحمار. وكثر في أشعار العرب ذم الانتساب إلى باهلة ، فقال رجل من عبد قيس :
ولو قيل للكلب يا باهليّ |
|
عوى الكلب من لؤم هذا النّسب |
وقال آخر :
فما سأل الله عبد له |
|
فخاب ولو كان من باهله (١) |
١٢٧ ـ وأنشد :
استغن ما أغناك ربّك بالغنى |
|
وإذا تصبك خصاصة فتجمّل |
هذا من قصيدة لعبد قيس بن خفاف بن عمرو بن حنظلة ، من البراجم ، إسلامي (٢). وكلها حكم ووصايا ، وهي بضعة عشر بيتا ، فلنذكرها جميعا ، قال
__________________
(١) وبعده كما في حاشية الامير ٨٥٨ : (وأصل باهلة ، اسم امرأة من همدان ، كانت تحت معن بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان ، فنسب ولده إليها. حدث ابن دريد عن أبي سالم قال : قال الأصمعي : لقيت صبيا من الأعراب في فلاة ما أظنه ناهز الاحتلام ، فحاورته. فاذا هو من أفصح الناس ، فقلت متعنتا : هل تقول الشعر؟ فقال : وأبيك إني لأقوله وأنا دون الفصال ، أي الفطام ، فأخرجت درهما وقلت : أمدحني وخذه ، فقال : من أي العرب أنت؟ فقلت : من باهلة.
فقال : سوأة لي ، أمدح باهليا! فقلت : فاهجني وخذه! فقال : إني والله إليه لمحتاج ، وقد كلفتني شططا ، ولكن زدني معرفة ، فقلت : أنا الأصمعي ، فأنشد :
ألا قل لباغي اللؤم حيث لقيته |
|
عليك عليك الباهلي بن أصمعا |
متى تلق يوما أصمعيا تجد له |
|
من اللؤم سر بالا جديدا وبرقعا |
أقذف الدرهم فإني لآخذه من يد لئيم. فقذفته ، فأخذه).
(٢) كذا في الاصل ، وقال شارحا المفضليات ٣٨٣ : «هو من بني عمرو بن حنظلة من البراجم ، كما قال الأنباري ، ولم يرفع نسبه. ولم نجد شيئا من ترجمته ، قال أبو الفرج في الأغاني ٧ / ١٤٥ : (وأما عبد قيس بن خفاف البرجمي فإني لم أجد له خبرا أذكره إلا ما أخبرني به جعفر بن قدامة) فذكر قصة في أنه حمل دماء عن قومه فأسلموه فيها ، وأنه أتى حاتما الطائي ومدحه ، فحملها عنه. وهي أيضا في الأمالي ٣ / ٢١. وأشار اليها المرزباني في الشعراء ٣٢٥