وإذا المنيّة أنشبت أظفارها |
|
ألفيت كلّ تميمة لا تنفع |
فالعين بعدهم كأنّ حداقها |
|
سملت بشوك فهي عور تدمع |
حتّى كأنّي للحوادث مروة |
|
بلوى المشقّر كلّ يوم تقرع |
وتجلّدي للشّامتين أريهم |
|
أنّي لريب الدّهر لا أتضعضع |
والنّفس راغبة إذا رغّبتها |
|
وإذا تردّ إلى قليل تقنع |
كم من جميع الشّمل ملتئم القوى |
|
كانوا بعيش قبلنا فتصدّعوا |
والدّهر لا يبقى على حدثانه |
|
جون السّراة له جدائد أربع |
(إلى أن قال) (١) :
حميت عليه الدّرع حتّى وجهه |
|
من حرّها يوم الكريهة أسفع |
تعدو به خوصاء يفصم جريها |
|
حلق الرّحالة فهي رخو تمزع |
(ومنها) (٢) :
بينا تعانقه الكماة وروغه |
|
يوما أتيح له جريء سلفع |
قال شارع أبيات الايضاح : يروى وريبه ، فالتذكير على معنى الموت ، والتأنيث على معنى المنية. والمنون. قيل : جمع لا واحد له ، وعليه الأخفش. وقيل : واحد لا جمع له وعليه الأصمعي. وقال الفارسي : سميت منونا لأخذها منن الأشياء ، أي قواها : فمنون بمعنى مان ، كضروب بمعنى ضارب (٣) : والريب : الاعتراض. وريب الدهر : ما يأتي به من المصائب. والأعتاب : ترك ما عتب عليه (٤). وقوله : (أودي بنيّ) استشهد به المصنف في التوضيح على قلب واو الجمع ياء ، وادغامها في ياء الاضافة. وأودى بمعنى هلك. وقوله : (سبقوا
__________________
(١) مزيدة.
(١) مزيدة.
(٢) قال الضبي : المنون الدهر ، سمي منونا لانه يذهب بالمنة ، بضم الميم وتشديد النون ، أي القوة. وقيل : المنون هي المنية.
وعلى التفسير الاول روي : (وريبه) بتذكير الضمير ، وعلى الثاني روي : (وريبها).
(٣) أي راجع عما تكره الى ما تحب. والعتبى : المراجعة.