اسم كان. سلمى : منداة وغيره خبر كان. وقوله : (إلا الصارم) وصف لغيري. ومعناه : انه لو كان غيره من الاشياء في موضعه لغيرته الحوادث إلا السيف فانه لا يتغير ، فأنا مثل السيف في أني لا أتغير. ويجوز أن يريد : لو كان غيري من الأشياء لتغير كتغيري ، إلا السيف. يريد أن كل شيء يتغير بمرور الأوقات عليه إلا السيف الصارم إنتهى. وقال غيره : الدهر ، إما خبر كان ، أي لو كان غيري موجودا في هذا الدهر الصعب ، وصحّ الاخبار به عن الجثة كما في قولك : نحن في يوم طيب. وإما مفعول بفعل محذوف ، أي يقاسي. ووقع الحوادث : سقوطها ، وهي جمع حادثة ، وهي ما يطرق من الوقائع والنوائب. والصارم : السيف القاطع. والذكر من السيوف : ما كان ذا ماء ورونق.
١٠٦ ـ وأنشد (١) :
حراجيج ما تنفكّ إلّا مناخة |
|
على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا |
هو لذي الرمّة. حراجيج : جمع حرجوج ، بضم الحاء ، وهي الناقة الضامر أو الطويلة ، بحاء مهملة في الأوّل وجيمين بينهما ياء. والخسف : النقصان ، يقال رضي فلان بالخسف أي بالنقيصة. وبات على الخسف أي جائعا. وربطت الدابة على الخسف أي على غير علف. والبلد : هنا مطلق الأرض. والقفر : المفازة التي لا نبات فيها ولا ماء. قال ابن الشجري في أماليه : وليس دخول إلا في هذا البيت خطأ كما توهم بعضهم ، لان بعض النحاة قدر في ينفك التمام ، ونصب مناخة على الحال ، فتنفك هنا مثل منفكين حتى تأتيهم البينة. فالمعنى : ما ينفصل عن جهد ومشقة إلا في حال اناختها على الخسف ، ورمى البلد القفر بها ، أي تنتقل من شدة الى شدة.
١٠٧ ـ وأنشد (٢) :
وما الدّهر إلّا منجنونا بأهله
__________________
(١) الخزانة ٢ / ٩٦.
(٢) ديوانه ١٧٣ ، والخزانة ٤ / ٤٩ و ٥٣ واللسان (فك).