كذا أورده ابن مالك ، وزعم أبو حيان انه تحريف منه ، وردّه المصنف بأن ابن قتيبة رواه كذلك في طبقات الشعراء (١). وكذلك المبرّد الا أنه قال فما بالفاء. وقد استشهد به النحاة على وقوع الضمير المنفصل موقع المتصل في الضرورة ، وأورده المصنف في شواهده على. ومعنى البيت : انه ما يصاحب من بعد قومه قوما فيذكر قومه إلا يزيد أولئك القوم قومه حبا اليه ، إمّا لما يرى من تقاصرهم عن قومه ، أو لما يسمع منهم من الثناء عليهم ، والذكر على الأوّل بالقلب وعلى الثاني باللسان. ويؤيد الأول رواية (فأخبرهم) ويجوز في (فأذكرهم) و (فأخبرهم) الرفع عطفا على (أصاحب) والنصب في جواب النفي. وهم : فاعل يزيد ، وكان الأصل ، لو وصل ، أن يقول لا يزيدونهم حبا اليّ ، وقد قيل إن الشاعر كان متمكنا من أن يقول :
إلّا يزيدونهم حبّا إليّ هم
ويكون الضمير المنفصل توكيدا للفاعل فلا يكون الفصل ضرورة. وقال المصنف في شواهده : يحتمل عندي أن فاعل يزيد ضمير راجع إلى الذكر ويكون (هم) المنفصل توكيد (لهم) المتصل ، لأنه يجوز أن يؤكد بالمرفوع المنفصل كل متصل. قوله : (زارت رويقة) أي في المنام ، وهي امرأة شعثا أي قوما غبرا. لدي نواحل : أي ابل ضوامر مهازيل. وارساغها والخدم : سيور القدّ. فقمت للطيف : أي الخيال الزائر. ويروى : للزور. مرتاعا : أي فزعا ، وهو حال. فأرّقني : أقلقني. وعادني : اعتادني. ومعنى البيت : قمت من مضجعي للطيف الزائر ، وطار النوم عني وأخذني القلق ، ووساوس النفس ، فمثلت الفكر بين شيئين : زيارتها بنفسها ، وحلم نائم اعتادني ، فأرانيها وصرت أراجع نفسي ، وأقول : كيف يجوز مجيئها ، وكنت أعهدها وقطع المسافة القريبة يشق عليها ويملها ويتعبها ، وإنها إذا أتت بيت جارتها لقضاء ذمام أوأداء حق حصل لها كلفة ومشقة ، مع كونها تمشي بهوينا ورفق. واستشهد بقوله : (أهي) على سكون هاء (هي) بعد ألف الاستفهام ، إجراء لها مجرى واو العطف وفائه ، و (أم) هذه هي المعادلة ، أي أيّ الأمرين كان. والحلم ، بضمتين ، ما يراه النائم في نومه. والواو في قوله (وكان عهدي) حالية. ويبهظ ، بموحدة وظاء معجمة ،
__________________
(١) انظر ح ١ ص ١٣٥.