والمقطع : الأمر الذي ينقطع به. والنفار : المنافرة ، وهو أن يتفاخر الرجلان فيحتاجان لحاكم يحكم لأحدهما من الفضل بأكثر من المنافرة. والجلاء : الأمر الواضح البيّن (١). وإخال ، بكسر الهمزة ، وقد تفتح ، بمعنى أظنّ. والقوم : الرجال لا نساء فيهم ، وقد استشهد الجوهري بالبيت على ذلك لمقابلة القوم فيه بالنساء ، واستشهد به المصنف هنا على أن الهمزة فيه طلب بها وبأم التعيين ، خلافا لابن الشجري ، حيث ظن الهمزة فيه للتسوية. وأعاده في حرف السين مستشهدا به على الفصل بالفعل الملغى بين سوف ومدخولها ، وأعاده في الكتاب الثاني مستشهدا به على وقوع الجملة المعترضة بين حرف التنفيس والفعل ، واستشهد به أهل البديع على النوع المسمى تجاهل العارف.
فائدة :
زهير بن أبي سلمى بضم السين ، قال في الصحاح : وليس في العرب سلمى بالضم غيره ، واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح ، بكسر الراء ، ثم تحتية ، بن مرة بن الحارث من بني مزينة ، أحد فحول الشعراء. كان عمر بن الخطاب لا يقدم عليه أحدا ويقول : أشعر الناس الذي يقول ومن ، يشير إلى الأبيات الآتية. وولده كعب الصحابي صاحب بانت سعاد. وفي الوشاح لابن دريد أن كنية زهير أبو بجير ، وذكر غيره أنه مات قبل المبعث.
وأخرج ثعلب في شرح ديوان زهير بسنده عن ابن عباس قال (٢) : قال لي عمر : أنشدني لأشعر شعرائكم. قلت : من هو يا أمير المؤمنين؟ قال : زهير. قيل : بم كان ذاك؟ قال : كان لا يعاظل بين الكلام (٣) ، ولا يتتبع حوشيه ، ولا يمدح الرجل
__________________
(١) روى في اللسان (جلا) بفتح الجيم ، من الجلاء بالفتح والمد وهو الأمر الجلى. وكتب عليه مصححه : كذا أورده الجوهري بفتح الجيم ، وقال : الرواية بالكسر لا غير من المجالدة. والبيت في الشعراء ٨٩.
(٢) انظر الاغاني ٩ / ١٤٠ والشعراء ٨٦ و ٩٣.
(٣) في اللسان : (كل شيء ركب شيئا فقد عاظله ، والمعنى : ولم يحمل بعض الكلام على بعض ، ولم يتكلم بالرجيع من القول ، ولم يكرر اللفظ والمعنى).