سم (١) السين والميم الأصل المطّرد فيه يدلُّ على مدخلٍ فى الشىء ، كالثَّقب وغيره ، ثم يشتقّ منه. فمن ذلك السَّم والسُّم : الثّقب فى الشّىء. قال الله عز ذكره : (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِ الْخِياطِ). والسَّمُ القاتل ، يقال فتحاً وضمّا. وسمِّى بذلك لأنّه يرسُب فى الجسم ويداخلُه ، خِلافَ غيرِه ممّا يذاق.
والسَّامّة : الخاصّة ، وإنّما سُمّيت بذلك لأنّها تَدَاخَلُ بأُنْسٍ لا يكون لِغيرها والعرب تقول : كيفَ السَّامّة والعامَّة؟ فالسَّامَّة : الخاصّة.
والسِّموم : الريح الحارّة ، لأنَّها أيضاً تُداخِل الأجسامَ مداخَلةً بقوّة. والسّمّ : الإصلاح بين الناس ، وذلك أنّهم يتباينون ولا يتداخلون ، فإذا أُصلح بينهم تداخَلُوا.
وممّا شذّ عن الباب : السَّمّ : شىءٌ كالودَعِ يخرج من البحر. والسَّمْسام : طائر. والسَّمْسَم : الثّعلب. والسُّمْسُمَانِىّ : الرجل الخفيف. والسَّماسم : النّمل الْحُمْر. الواحدة سُمِسِمَة. والسِّمْسِمُ : حبّ.
ويمكن أن يَحمِل هذا الذى ذكرناه فى الشذوذ أصلاً آخر يدلُّ على خفّة الشىء. ومما شذّ عن الأصلين جميعًا قولهم : «مالَهُ سَمٌ ولا حَمٌّ غيرك» ، أى مالَه همٌّ سواك.
__________________
(١) كذا وردت هذه المادة ، وحقها النقدم على سابقتها ، وآثرت إبقاءها فى الترتيب كما هى محافظة على أرقام الأصل.