زبن الزاء والباء والنون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الدّفع. يقال ناقة زَبُون ، إذا زَبَنَتْ حالبَها. والحرب تزبِنُ النّاسَ ، إذا صَدَمتهم. وحربٌ زَبُون. ورجلٌ ذو زَبُّونةٍ ، إذا كان مانعاً لجانبِه دَفُوعاً عن نفسه. قال :
بذَبِّى الذَّمَّ عن حَسبِى بمالِى |
|
وزَبُّوناتِ أشْوسَ تَيَّحانِ (١) |
ويقال فيه زَبُّونَةٌ ، أى كِبر ، ولا يكونُ كذا إلّا وهو دافعٌ عن نفسه. والزَّبانِيَةُ سُمُّوا بذلك ، لأنّهم يدفعون أهلَ النار إلى النار. فأمَّا المُزابَنَة فبيع الثمر فى رءوس النّخل ، وهو الذى جاء الحديث بالنَّهى عنه. وقال أهل العلم : إنّه مما يكون بعد ذلك من النِّزاع والمدافَعة. ويقولون إن الزَّبْن البُعْد. وأما زُبَانَى العقرب فيجوز أن يكون من هذا أيضاً ، كأَنّها تدفَع عن نفسها به ، ويجوز أن يكون شاذًّا.
زبى الزاء والباء والياء يدلُّ على شرٍّ لاخير. يقال : لقيت منه الأَزابِىَ ، إذا لقى منه شرّا. ومن الباب : الزُّبْية : حفيرة يُزَبِّى فيها الرجلُ للصيد ، وتفر للذّئب والأسد فيصادان فيها. ومن الباب : زَبَيْت أَزْبِى ، إذا سقت إليه ما يكرهه. [قال] :
تلك استقِدْها وأَعطِ الحُكْم وَاليَها |
|
فإنّها بعضُ ما تَزْنِى لك الرَّقِمُ (٢) |
زبع الزاء والباء والعين قريبٌ من الذى قبله ، وهو يدلُّ على
__________________
(١) لسوار بن المضرب ، كما فى اللسان (زبن). وروايته : «عن أحساب قومى».
(٢) فى اللسان : «تلك استفدها» بالفاء.