صيخ الصاد والياء والخاء كلمةٌ واحدةٌ. يقال أصاخَ يُصيخ ، إذا استمع. قال :
إصاخةَ النَّاشد للمُنْشدِ (١)
صيد الصاد والياء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على معنىً واحد ، وهو ركوبُ الشَّىء رأسَه ومُضِيُّه غيرَ ملتفتٍ ولا مائل. من ذلك الصَّيَدُ ، وهو أن يكون الإنسانُ ناظراً أمامَه. قال أهلُ اللُّغة : الأصْيَد : المَلِك ، وجمعه الصِّيد. قالوا : وسمِّىَ بذلك لقلَّة التفاتِه. ومن الناس مَن يكونُ أصيَدَ خِلقةً. واشتقاق الصَّيْد من هذا ، وذلك أنّه يمرُّ مرًّا لا يعرِّج ، فإذا أُخِذ قيل قد صِيد. فاشتُقَّ ذلك من اسمه. كما يقال رأَسْت الرّجُلَ ، إذا ضربتَ رأسَه ؛ وبطَنْتُه ، إذا ضربتَ بطنَه. كذلك إذا وقَعْتَ بالصَّيد فأخذتَه قلتَ صِدتُه. وممّا يدلُّ على صِحّة هذا القياس قولُ ابن السّكّيت إن الصَّيْدانةَ من النِّساء : السيِّئة الخُلقُ. وسمِّيت بذلك لقلّة التفاتِها. ومن الباب : الصَّيدانة : الغُول.
صير الصاء والياء والراء أصلٌ صحيح ، وهو المآلُ والمرجِع. من ذلك صار يصير صَيْراً وصَيرورة. ويقال : أنا على صِيرِ أمرٍ ، أى إشرافٍ من قضائه ، وذلك هو الذى يُصار إليه. فأمّا قولُ زهير :
وقد كنت من سَلْمَى سنينَ ثمانياً |
|
على صِيرِ أمرٍ ما يُمِرُّ وما يَحلُو (٢) |
__________________
(١) للمثقب العبدى ، كما فى البيان والتبيين (٢ : ٢٨٨) وحواشى الجمهرة (٢ : ٢٧٠).
وصدره
يصبخ للنبأة أسماعه
(٢) ديوان زهير ٩٦ واللسان (صير).