ويُحكى عن الشيبانىّ ـ إن صحّ فهو شاذٌّ عن الأصل الذى أصّلناه ـ قال : زَهَدْت النّخْلَ ، وذلك إذا خرَصْتَه.
زهر الزاء والهاء والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حُسنٍ وضِياء وصفاء. من ذلك الزُّهَرة : النجم ، ومنه الزَّهْر ، وهو* نَور كلِّ نبات ؛ يقال أزهر النّبات. وكان بعضهم (١) يقول : النّور الأبيضُ ، والزّهر الأصفر ، وزَهرة الْدُّنيا : حُسْنها. والأزهر : القمر. ويقال زَهَرَت النّارُ : أضاءت ، ويقولون : زَهَرَت بك نارى.
ومما شذّ عن هذا الأصل قولُهم : ازدهرتُ بالشى ، إذا احتفظتَ به. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبى قَتادة فى الإناء الذى أعطاه : «ازْدَهِرْ بِهِ فإنَّ له شأنًا». يريد احتفظ به. وممكنٌ أن يُحمَل هذا على الأصل أيضاً ؛ لأنه إِذا احتفط به فكأنه من حيثُ استحسنه. وقال :
كما ازْدَهرَت. (٢).
ولعل المِزْهَر الذى هو العُود محمولٌ على ما ذكرناه من الأصل ؛ لأنّه قريب منه.
زهم الزاء والهاء والميم أصلٌ واحد يدلُّ على سَمِن وشحمٍ وما أشبه ذلك. من ذلك الزَّهَم ، وهو أن تَزْهَم اليدُ من اللّحم. وذكر ناسٌ أنَ الزُّهْم شَحم الوحش ، وأنَّه اسمٌ لذلك خاصَّة ، ويقولون للسَّمين زَهِمٌ. فأمّا قولُهم فى الحكاية
__________________
(١) هو ابن الأعرابى ، كما فى اللسان (زهر).
(٢) قطعة من بيت فى اللسان (زهر). وهو بتمامه :
كما ازدهرت قينة بالشراع |
|
لأسوارا هل منها اصطباحا |