الله جلّ ثناؤه : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) ، قال المفسرون حُبَّ العِجْل. قال الشَّيبانى : الشَّرْب الفَهْم ، يقال شَربَ يَشْرُب شَرْباً ، إٍذا فَهِم. ويقال اسْمَع ثم اشْرُبْ (١). والشاربة القوم يكونون على ضَفّة نهرٍ ، ولهم ماؤُه. وشارب الإنسان معروف ، ويجمع على شواربَ. والشَّوارب أيضاً : عروقٌ مُحدقةٌ بالحُلْقوم. وحمارٌ صَخِب الشَّوارب من هذا ، إذا كان شديدَ النَّهيق. والشارب فى السيف (٢).
وأمّا اشرأبَ فليس ببعيدٍ أن يكون من هذا القياس كأنّه كالمتهيِّئ للشُّرب ، فيمدُّ عنقَه له. ثم يقاس على ذلك فيقال اشرأبّ لينظر شُرَأْبِيبَةً. وإنّما زيدت الهمزةُ فرقاً بين المعنيين. وشَرَبَّةُ : مكان.
شرث الشين والراء والثاء أصلٌ واحد ، وهو الشَّرَث ، وهو غِلظ الأصابع والكفّيْن.
شرج الشين والراء والجيم أصلٌ منقاس يدُلُّ على اختلاطٍ ومُداخَلة. من ذلك الشَّرَجُ وهى العُرَى ، سُمِّيت بذلك لأنّها تتداخل. ويقال شَرَجْت اللّبِنَ ، إذا نضَدْته. ويقال شَرَّجْتُ الشرَاب ، إذا مزجتَه. ويقال إنّ الشَّريجة القوسُ يكون عودُها لونَين. ويقال تشَرَّج الّلحمُ بالّلحم ، إذا تداخَلَا. هذا هو الأصل. قولهم : أصبَح الناسُ فى هذا الأمر شَرْجَيْنِ ، فيُظَنُّ أنّهم أصبحوا فِرْقَين. وهذا كذا يقال ، وهو يرجع إلى المعنى الذى ذكرناه ؛ لأنهم إذا اختلفوا اختلَطَ* الرّأْىُ والكلامُ وصارت مراجعاتٌ ، كما قال زُهير :
__________________
(١) فى اللسان : «ويقال للبليد : احلب ثم اشرب» أى ابرك ثم افهم. وحلب ، إذا برك».
(٢) فى اللسان : «الشاربان فى السيف أسفل القائم ، أنفان طويلان ، أحدهما من هذا الجانب والآخر من هذا الجانب».