منه نصفه وأخذ هو النِّصف. ويقال شاةٌ شَطور ، وهى التى أحَدُ طبْييها أطولُ من الآخر.
ومن هذا الباب قولهم : شَطَر بصرُه شُطورا وشَطْراً ، وهو الذى ينظُر إليك وإلى آخَر. وإنّما جُعِل هذا من الباب لأنّه إذا كان كذا فقد جَعل لكلِّ واحدٍ منهما شَطرَ نظرِه. وفى قول العرب : «حلَب فلانٌ الدّهرَ أشطُرَه» ، فمعناه أنّه مرّت عليه ضروبٌ من خيرِه وشرِّه. وأصله فى أخلاف الناقة : خِلْفان قادمان ، وخِلفان آخِران ، وكلُّ خِلفَين شَطر ؛ لأنّه إِذا كانت الأخلاف أربعة فالاثنان شطر الأربعة ، وهو النصف. وإذا يبس أحدُ خِلفَى الشّاة فهى شَطور ، وهى من الإبل التى يَبِس خِلْفان من أخلافها ؛ وذلك أنّ لها أربعةَ أخلافٍ ، على ما ذكرناه. وأما الأصل الآخر : فالشَّطير : البعيد. ويقولون : شَطَرت الدّارُ. ويقول الرّاجز :
لا تتركَنِّى فيهمُ شطيرا (١)
ومنه قولهم : شَطَرَ فلانٌ على أهله (٢) ، إذا تركهم مُراغما مخالِفا. والشَّاطر : الذى أعيا أهلَه خُبْثا. وهذا هو القياس ؛ لأنّه إذا فَعل ذلك بعُد عن جَماعتِهم ومُعظَم أمرِهم.
ومن هذا الباب الشَّطْر الذى يقال فى قَصْد الشّىءَ وجِهَتِه. قال الله تعالى فى شأن القِبْلة : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) أى قَصْدَه.
قال الشّاعر :
__________________
(١) أنشده فى اللسان (شطر). وذكره العينى فى شرح شواهد شروح الألفية (٣ : ٣٨٣) ولم يعرف نسبته.
(٢) وكذا فى المجمل. وفى اللسان والقاموس : «عن أهله».