ومن الباب : الشِّقَاق ، وهو الخِلاف ، وذلك إذا انصدعت الجماعةُ وتفرَّقتْ يقال : شَقُّوا عصا المسلمين ، وقد انشقّت عصا القومِ بعد التئامها ، إِذا تفرَّق أمرُهم. ويقال لنِصف الشىء الشِّقّ. ويقال أصابَ فلاناً شِقٌ ومَشقّة ، وذلك الأمر الشديد كَأنّه من شدّته يشقُ الإنسان شقًّا. قال الله جل ثناؤه (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِ (الْأَنْفُسِ). والشِّقّ أيضاً : الناحية من الجبل. وفى الحديث : «وجَدَنى فى أهل غُنَيْمَةٍ بِشَقٍ». والشِّقّ : الشقيق ، يقال هذا أخى وشقيقى وشِقُ نفسى. والمعنى أنه مشبَّه بخشبةٍ جعلت شِقّيْنِ. ويقولون فى الغضبان : احتدَّ فطارت منه شِقَّةٌ ، كَأنه انشقّ من شدة الغضب. وكلُّ هذه أمثال.
والشُّقَّة : مسيرٌ بعيدٌ إلى أرض نطيَّة. تقول : هذه شُقّةٌ شاقّة. قال الله سبحانه (وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ). والشّقة من الثياب ، معروفة. ويقال اشتقَ فى الكلام فى الخصومات يمينا وشِمالاً مع ترك القَصْد ، كأنَّه يكون مرةً فى هذا الشِّق ، ومرَّة فى هذا. وفرسٌ أَشَقُ ، إذا مال فى أحد شقَّيه عند عَدْوِه. والقياس فى ذلك كلِّه واحد.
والشّقِيقة : فُرْجَةٌ بين الرمال تُنْبِتُ. قال أبو خَيْرَة : الشَّقيقة : لَيِّن من غلظ الأرض ، يطول ما طال الحَبْل. وقال الأصمعىّ : هى أرضٌ غليظةٌ بين حَبْلَين من الرّمل. وقال أبو هشامٍ الأعرابىّ : هى ما بين* الأمِيلَين. والأمِيل والحَبْل سواء. وقال لبيد :