سنخ السين والنون والخاء أصلٌ واحد يدلُّ على أصل الشىء. فالسِّنْخ : الأصل وأسنَاخُ (١) الثنايا : أصولُها. ويقال سَنَخ الرجل فى العِلم سُنوخاً أى علِمَ أصولَه. فأمّا قولهم سَنِخَ الدُّهن ، إذا تغيَّر ، فليس بشىء.
سند السين والنون والدال أصلٌ واحد يدلُّ على انضمام الشىء إلى الشىء. يقال سَنَدتُ إلى الشىء أسْنُدُ سنوداً ، واستندت استناداً. وأسندتُ غيرى إسناداً. والسِّناد : النّاقة القويّة ، كأنّها أُسنِدت من ظهرها إلى شىءٍ قوىّ. والمُسْنَدُ : الدهر ؛ لأن بعضَه متضامّ. وفلان سَنَدٌ ، أى معتمَدٌ. والسَّنَد : ما أقبل عليك من الجبل ، وذلك إذا علا عن السَّفْح. والإِسناد فى الحديث : أن يُسْنَد إِلى قائله ، وهو ذلك القياس. فأمّا السِّناد الذى فى الشعر فيقال إِنّهُ اختلافُ حركتى الرِّدفين. قال أبو عبيدة : وذلك كقوله :
كأنّ عيونَهن عيونُ عِينِ (٢)
ثم قال :
وأصبح رأسُه مثل اللُّجَيْنِ (٣)
وهذا مشتق من قولهم : خرج القوم متسانِدين ، إذا كانوا على راياتٍ شتى. وهذا من الباب ؛ لأنّ كلَّ واحدةٍ من الجماعة قد ساندت رايةً.
__________________
(١) فى الأصل والمجمل. «سناخ» صوابه ، من اللسان والجمهرة.
(٢) البيت لعبيد بن الأبرص فى ديوانه ٤٥ واللسان (سند). وصدره :
فقد ألخ الخباء على جوار
(٣) صواب إنشاد البيت بتمامه :
فإن يك فأتنى أسفا عبابي |
|
وأضحى الرأس منى كاللجين |
لكن كذا ورد إنشاده فى المجمل والمقاييس والصحاح. ويروى : «كاللجين» بفتح اللام ، وهو ورق الشجر يخبط ، فهو لونان : رطب ويابس.