أسمال. وسَمَّلت (١) البئر : نقَّيتها. وأما الإسمال ، وهو الإصلاح بين النَّاس ، فمن هذه الكلمة الأخيرة ، كأنه نَقَّى ما بينهم من العَداوة. والله تعالى أعلم.
باب السين والنون وما يثلثهما
سنه السين والنون والهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على زمانٍ. فالسَّنَة معروفة ، وقد سقطت منها هاء. ألا ترى أنّك تقول سُنيْهَة. ويقال سَنَهَتِ النخلةُ ، إذا أتت عليها الأعوام (٢). وقوله جل ذكره : (فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ)، أى لم يصر كالشىء الذى تأتى عليه السنُون فتغيِّره. والنَّخْلة السَّنْهاء (٣).
سنى السين والنون والحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على سقْى ، وفيه ما يدل على العلوّ والارتفاع. يقال سَنَتِ النَّاقةُ ، إذا سقت الأرض ، تسنُو ، وهى السّانِيَة. والسّحابةُ تسنُو الأرضَ. والقوم يَسْتَنُون (٤) لأنفسهم إذا استَقَوا.
ومن الباب سانيت الرَّجُلَ ، إذا راضيتَه ، أُسانيه ؛ كأن الوُدَّ قد كان ذَوَى ويَبِس ، كما جاء فى الحديث : «بُلُّوا أرحامَكم ولو بالسَّلام».
وأمّا الذى يدلُّ على الرِّفعة فالسَّناء ممدود ، وكذلك إِذا قصرته دلَّ على الرفعة ،
__________________
(١) يقال بالتخفيف والتشديد.
(٢) وكذلك تسنهت.
(٣) لم يصرح بتفسيرها. والسنهاء : التى أصابتها السنة المجدبة :
(٤) فى المجمل : «يسنون». وفى اللسان : «والقوم يسنون لأنفسهم ، إذا استقوا. ويستنون ، إذا سنوا لأنفسهم».