والحِلْق (١) : خاتَم المُلْك ، وهو لأنّه مستدير. وإبلٌ مُحَلَّقَةَ : وسْمُها (٢) الحَلَقُ. قال :
* وذو حَلَقٍ تَقْضِى العواذيرُ بينَهُ (٣) *
العواذير : السِّمات.
والأصل الثالث حالِقٌ : مكانٌ مُشْرِف. يقال حَلَّق ، إذا صار فى حالق. قال الهذلى:
فلو أنّ أمِّى لم تلدْنى لحلّقتْ |
|
بِىَ المُغْرِبُ العنقاء عند أخِى كلْبِ |
كانت أمّه كلبيّة ، وأسَرَه رجلٌ من كلب وأراد قتلَه ، فلما انتسب له حىّ سبيلَه. يقول : لو لا أنّ أمي كانت كلبيةٌ لهلكْتُ. يقال حلّقَت به المُغْرب (٤) ، كما يقال شالَت نعامتُه. وقال النابغة :
إذا ما غزَا بالجَيْش حَلّق فوقَه |
|
عصائبُ طيرٍ تهتدى بعصائبِ (٥) |
وذلك أنّ النُّسور والعِقبانَ والرّخَم تتْبَع العساكر تنتظر القتلى لتقع عليهم. ثم قال :
جوانحُ قد أيقنَّ أنَّ قبيلَه |
|
إذا ما التقى الجمعانِ أوّلُ غالِبِ |
__________________
(١) هذا بكسر الحاء. وأنشد فى المجمل واللسان :
وأعطى منا الحلق أبض بماجد |
|
رديف ملوك ما نقب نوافله |
(٢) فى الأصل «واسمها» ، تحريف.
(٣) صدر بيت لأبى وجزة السعدى فى اللسان (عذر ، حلق). وهذه الرواية تطابق رواية اللسان (عذر). وفى المجمل واللسان (حلق): «نقضى العواذير بينها». فالتذكير على ظاهر اللفظ. والتأنيث على تأويل ذى الحلق بالإبل. وعجز البيت :
يلوح فطار عضا اللقائح
(٤) فى الأصل : «بى المغرب».
(٥) فى ديوان النابغة ٤ :
إذ فزوا بالمهش حلق فوقهم