سمِّى حِقواً لأنه يشدّ به الحِقْو. وأما الحَقْوة فوجعٌ يصيب الإنسانَ فى بطنه ؛ يُقال منه حُقِىَ الرّجلُ فهو مَحْقوٌّ.
حقب الحاء والقاف والباء أصلٌ واحد ، وهو يدلّ على الحبْس. يقال حَقِب العام ، إذا احتبس مطرُه. وحَقِب البعيرُ ، إذا احتبسَ بولُه.
ومن الباب الحَقَبُ : حبلٌ يُشَدّ به الرحْلُ إلى بطْن البعير ، كى لا يجتذبه التَّصدير. فأمّا الأحقبُ ، وهو حِمار الوحش ، فاختُلِف فى معناه ، فقال قوم : سمِّى بذلك لبياض حَقْويه. وقال آخرون : لدقّة حَقِوَيه. والأنثى حَقْباء. فإنْ كان هذا من الباب فلأنّه مكانٌ يشد بحِقاب ، وهو حبلٌ. ويقال للأنثى حَقباء. قال :
* كأنّها حَقْباء بلقاءُ الزّلَقْ (١) *
ومن الباب الحقيبة ، وهى معروفة. ومنه احتقب فلانٌ الإثم ، كأنه جمَعه فى حقيبةٍ. واحتقَبَه من خَلفه : ارتدفَه. والمُحْقَبِ : المُرْدَفِ. فأمّا الزمان فهو حِقْبة ، والجمع حِقَب. والحُقْبُ ثمانون عاما ، والجمع أحقاب ، وذلك لما يجتمع فيه من السّنينَ والشَّهورِ ويقال إنَ الحِقابَ جبلٌ. ويقال للقارَةِ الطويلة فى السماء حقباء. قال :
* قد ضَمَّها والبَدَن الحِقابا (٢) *
حقد الحاء والقاف والدال أصلان : أحدهما الضَغن ، والآخر ألَّا يُوجَد ما يطلب.
فالأوّل الحِقْد ، ويجمع على الأحقاد. والآخَر قولُهم أحقَدَ القومُ ، إذا طلبوا الذَّهبةَ فى المعدِن فلم يجدُوها.
__________________
(١) البيت لرؤبة فى ديوانه ١٠٤ واللسان (حقب ، زلق).
(٢) من رجز فى اللسان (حقب) ، وصواب روايته : «وضمها» ؛ لأن قبله :
قد قلت؟ جدت لعقاب
وجاء إثاده على الصواب فى النجمل.