ودَوِّيَّةٍ أنفذْتُ حِضْنَىْ ظَلَامِها |
|
هُدْوًّا إذا ما طائر الليل أبصر |
فإِنَّه يريد قَطْعَهُ إيَّاها. وطائر [الليل] : الخفّاش. ونَواحِى كلِّ شىء أحضانُه ومن الباب* حَضَنَتِ المرأة ولدَها ، وكذلك حضنَت الحمامةُ بيضَها والمُحْتَضَن : [الحِضْن(١)]. قال :
عَريضةِ بَوْصٍ إذا أدَرَتْ |
|
هَضيمِ الحشا عَبْلَةِ المحتضَنْ (٢) |
فأمَّا حَضَنٌ فجبلٌ بنجْد ، وهو أوّل نجد. والعرب تقول : «أنْجَدَ مَنْ رأى حَضَناً». ويقال امرأةٌ حَضُون بيِّنة الحِضان (٣). فأمّا قولهم حضَنْت الرَّجُلَ عن الرّجل ، إذا نحَّيته عنه ، فكلمةٌ مشكوك فيها ، ووجدتُ كثيراً من أهل العلم يُنْكرونها. فإنْ كانت صحيحةً فالقياس فيها مطَّرد ، كأنَّ الشىء حُضِن عنه وحُفِظَ ولم يمكّن منه. ومصدره الحَضْنُ والحَضَانة. ويقال الحَضَن العاجُ فى قول القائل :
تبَسَّمتْ عن وَميضِ البرق كاشرةً |
|
وأبرزَتْ عن هجان اللَّونِ كالحَضَنِ (٤) |
ويقال إنّ الحَضَن أصلُ الجبل. فإن كان ما ذكرناه من العاج صحيحاً فهو شاذٌّ عن الأصل.
حضى الحاء والضاد والحرف المعتل أصل واحد ، وهو هَيْج الشىءِ ، ويكون فى النار خاصّة. يقال حَضَوْتُ النارَ ، إذا أوقدتَها. والعود الذى تُحرّك به النارِ محضاء ممدود. ويقال حضأتها أيضاً بالهمز ، والعود مِحْضَأ على مِفْعَل ، وربما مدُّوه ؛ والأول أجود.
__________________
(١) هذه التكملة من المجمل واللسان.
(٢) للأعشى فى ديوانه ١٥ واللسان (بوص ، حضن). وقد سبق فى (بوص).
(٣) الحضون من الإبل والغنم والنساء : ما كان أحد خلفيه أو ثدييه أكبر من الآخر.
(٤) البيت فى اللسان (حضن) ، وعجزه فى المجمل.