روض الراء والواو والضاد أصلانِ متقاربانِ فى القياس ، أحدهما يدلُّ على اتّساعٍ ، والآخَرُ على تَبيِينٍ وتسهيل.
فالأولُ قولهم استراض المكانُ : اتّسَعَ. قال : ومنه قولهم : «افعل كذا مادامَ النَّفَسُ مستَرِيضاً» ، أى متَّسعاً. قال :
أَرَجَزاً تُرِيدُ أم قَرِيضَا |
|
كلاهُما أُجِيدُ مُستَرِيضا (١) |
ومن الباب الرَّوضة. ويقال أرَاضَ الوادِى واستراضَ ، إذا استَنْقَعَ فيه الماء. وكذلك أراضَ الحوضُ. ويقال للماء المستنقِع المنبسِط رَوْضَة. قال :
* ورَوْضَةٍ سَقَيْتُ منها نِضْوِى (٢) *
ومن الباب أتانا بإناءٍ يُرِيضُ كذا [وكذا (٣)]. وقد أراضَهم ، إذا أرواهم. وأما الأصل الآخَر : فقولهم رُضْتُ النّاقةَ أرُوضُها رياضةً.
روع الراء والواو والعين أصلٌ واحد يدلُّ على فزَع أو مُستَقَرِّ فزَع. من ذلك الرَّوْع. يقال رَوَّعت فُلانا ورُعْتُه : أفزَعْتُه. والأرْوَع من الرجال :ذو الجِسم والجَهَارَة ، كأنَّه مِن ذلك يَرُوع مَن يراه. والرَّوْعاء (٤) من الإبل :
__________________
(١) لحميد الأرقط كما فى اللسان (روض) والمخصص (١٠ : ١٣٢). وفى الأصل والمجمل والمخصص : «أجد» ، والوجه ما أثبت من اللسان وأمالى ثعلب وأما «كلاهما» فقد جاء فى المخصص فقط «كانهما» على اللغة المشهورة ؛ إذ أنها مفعول مضاف إلى ضمير ، وفى سائر المصادر «كلاهما» وهى لغة لبعضهم. وفى همع الهوامع (١ : ٤١) عند الكلام على كلا وكلتا : «وبعضهم يجريهما معهما ـ أى مع الظاهر والضمير ـ بالألف مطلقا».
(٢) البيت فى المخصص (٩ : ١٣٥). ورواه فى اللسان (٩ : ٢٤): «وروضة سقيت منها نضوتى». والنضوة مؤنثة «لنضو» بالكسر ، وهو البعير المهزول.
(٣) هذه من المجمل.
(٤) فى الأصل : «والرعاء» ، صوابه فى المجمل واللسان والقاموس.