قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    معجم مقاييس اللغة [ ج ٢ ]

    معجم مقاييس اللغة [ ج ٢ ]

    43/512
    *

    فمِيلَ به عنه ، وذلك كتحريف الكلام ، وهو عَدْلُه عن جِهته. قال الله تعالى : يُحَرِّفُونَ (الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ)(١).

    والأصل الثالث : المِحراف ، حديدة يقَدَّر بها الجِراحات عند العِلاج. قال :

    إذا الطَّبيب بمِحْرافَيْهِ عالَجَها

    زادَتْ على النَّقْرِ أو تحرِيكِها ضَجَما (٢)

    وزعم ناسٌ أنّ المُحارَفَ من هذا ، كأنّه قُدِّر عليه رزقُه كما تقدَّر الجِراحةُ بالمحْراف.

    ومن هذا الباب فلان يَحْرُف لعِياله ، أى يكسِب. وأجْوَدُ مِن هذا أن يقال فيه إنّ الفاءَ مبدلةٌ من ثاء. وهو من حَرَث أى كَسَبَ وجَمَعَ. وربما قالوا أحْرَفَ فلانٌ إحرافاً ، إذا نَمَا مالُه وصَلَحُ. وفلان حَرِيفُ فلانٍ أى مُعامِلُه. وكل ذلك من حَرَفَ واحترف أى كسَب. والأصلُ ما ذكرناه.

    حرق الحاء ولراء والقاف أصلان : أحدهما حكُّ الشَّىء بالشىء مع حرارة والتهاب ، وإليه يرجع فروعٌ كثيرة. والآخَر شىء من البَدَن.

    فالأول قولهم حَرَقْتُ الشىءَ إذا بردْتَ وحككْتَ بعضَه ببعض. والعرب تقول : «هو يَحْرُقُ عليك الأُرَّم غَيظاً» ، وذلك إذا حكَّ أسنانَه بعضَها ببعض. والأُرَّم هى الأسنان. قال:

    نُبِّئْتُ أحْماءَ سُليمَى إنَّمَا

    باتُوا غِضاباً يَحْرُقُون الارَّمَا (٣)

    __________________

    (١) من الآية ٤٦ فى النساء ، والآية ١٣ فى المائدة. وفى الآية ٤١ من المائدة : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ).

    (٢) للقطامى فى ديوانه ٧١ واللسان (حرف ، ضجم). ويروى : «على الفر» بالفاء ، وهو الورم أو خروج الدم. وفى الديوان : «حاولها» بدل : «عالجها».

    (٣) الرجز فى اللسان (حرق ، أرم). وفى (أرم) توجيه كسر همزة «إنما» وفتحها.