رص الراء والصاد أصلٌ واحد يدلُّ على انضمامِ الشَّىء إِلى الشىء بقوَّةٍ وتداخُل. تقول : رصَصْتُ البُنيانَ بعصَه إِلَى بَعْضٍ. قال الله تعالى : (كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ). وهذا كأنّه مشتقٌّ من الرَّصاصِ ، والرَّصاص أصل الباب. ويقال تراصَ القومُ فى الصّفّ. وحُكى عن الخليل : الرَّصراص : الحجارةُ تكون مرصوصةً حول عَين الماء. ومن الباب التَّرصِيص : أن تنتقب المرأةُ فلا يُرَى إلَّا عَيناها. وهو التَّوصِيص أيضا. ويقولون : الرَّصراصة: الأرض الصُّلبة. والبابُ كلُّه منقاسٌ مطَّرد.
رض الراء والضاد أصلٌ واحد يدلُّ على دَقّ شَىء. يقال رضَضْتُ الشّىءَ أرُضُّه رضًّا. والرَّضْرَاضُ : حِجارةٌ تُرَضْرَض على وجه الأرض. والمرأة الرَّضْرَاضةُ : الكثيرة اللّحْم ، كأنَّها رَضّتِ اللّحمَ رَضًّا ؛ وكذلك الرّجُل الرَّضراض. قال الشاعر (١) :
فعرَفْنا هِزَّةً تأخُذُهُ |
|
فَقَرَنَّاهُ برَضْراضٍ رِفَلْ |
والرَّضُ : التَّمر الذى يُدَقُّ وينقع فى المَخْض. وهذا معظمُ الباب. ومن الذى يقرب من الباب الإرضاض : شِدَّة العَدْو. وقيل ذلك لأنّه يَرُضّ ما تحت قدَمِه. ويقال إبلٌ رَضارِضُ : راتعَة ، كأنّها ترُضّ العُشْب رضا. وأمَّا المُرِضَّةُ وهى الرَّثيئة الخاثرة ، فقريبٌ قياسُها ممّا ذكرناه ، كأنَّ زُبْدَها قد رُضَ فيها رضَّا. [قال] :
__________________
(١) هو النابغة الجعدى ، كما فى اللسان (رضض).