النبات الذى يقال له : «بُستَانْ أفْرُوز (١)». ويقال إن الدّيسمة الذَّرّة (٢)
دسوا الدال والسين والحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على خَفاءِ وسَتْر. يقال دَسَوْتُ الشّىءَ أدْسُوه ، ودسَا يدسُو ، وهو نقيض زَكَا. فأمّا قوله تعالى : (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها)، فإنّ أهل العلم قالوا : الأصل دَسَّسَها ، كأنَّه أخفاها. وذلك أنّ السَّمْحَ ذا الضِّيافةِ يَنزِل بكلِّ بَراز ، وبكل يَفَاع ؛ ليَنْتابَه الضِّيفَانُ ، والبَخيلَ لا ينزِلُ إلَّا فى هَبْطَةٍ أو غامض ، فيقول الله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها. وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) أى أخفاها ، أو أغْمَضها. وهذا هو المعوَّل عليه. غير أنّ بعضَ أهلِ العِلم قال : دَسّاها ، أى أغواها وأغراها بالقَبيح. وأنشد :
وأنتَ الذى دَسّيْتَ عَمْراً فأصبحتْ |
|
حلائلُه منه أَرامِلَ ضُيَّعَا (٣) |
دست الدال والسين والتاء ليس أصلاً ، لأنّ الدّست الصَّحراء هو فارسىٌّ معرَّب(٤). قال الأعشى :
__________________
(١) بالفارسية. ويقال أيضا «بستان أبروز» بالباء المفخمة. معجم استينجاس ١٨٥. ولم يذكر هذا الاسم فى اللسان والقاموس ، مع حرص الأخير على إيراد نظائره.
(٢) الذرة : واحدة الذر ، وهو صرب من صغار النمل. وقد ضبط فى اللسان والقاموس بضم الذال وفتح الراء المخففة ، وهو ضبط غير صحيح. انظر الحيوان (٦ : ٣٨٠).
(٣) هو لرجل من طيئ. وقد جعل فى اللسان «عمرا» قبيلة من القبائل. وأنشده :
وأنت الذي دسيت عمرا فأصبحت |
|
نساؤهم منهم أراءل ضيع |
(٤) لم يذكر صاحب اللسان «الدست» بالمهملة ، وذكرها بالشين المعجمة فحسب ، وكان أجدر به أن يذكر التى بالسين المهملة. أما صاحب القاموس فذكر المادتين. وأصلها الفارسيه بالشين المعجمة. وانظر معجم استينجاس.