ومن الباب دَرَسْتُ القُرآنَ وغيرَه. وذلك أَنّ الدّارِسَ يتبَّع ما كان قرأ ، كالسَّالك للطريق يتَتبَّعُه.
ومما شذَّ عن الباب الدِّرْوَاس : الغليظ العُنق من النّاسِ والدّوابّ.
درص الدال والراء والصاد ليس أصلاً يُقاس عليه ولا يفرَّع منه ، لكنّهم يقولون الدِّرص ولدُ الفأرة ، وجمعُه دِرَصَة. ويقولون : وقع القوم فى أُمِ أدْرَاصٍ ، إذا وقعوا فى مَهْلِكَة. وهو ذاك الأوّل ؛ لأنّ الأرض الفارغةَ يكون فيها أدراص. قال :
وما أمُ أدراصٍ بأرضٍ مَضَلَّةٍ |
|
بأغْدَرَ مِن قيسٍ إِذا اللَّيلُ أظلما (١) |
ويقولون للرّجُل إذا عَىَّ بأمرِه : «ضَلَّ دُرَبْصٌ نَفَقَهُ».
درع الدال والراء والعين أصلٌ واحد ، وهو شئ [من اللّباس (٢)] ثم يُحمَل عليه تشبيهاً. فالدِّرع دِرْعُ الحديد مؤنثة ، والجمع دُروع وأدراع. ودِرْع المرأة : قميصُها ، مذكّر.
وهذا هو الأصل. ثمَّ يقال : شاةٌ دَرْعاء ، وهى التى اسوَدَّ رأسُها وابيضَّ سائرُها. وهو القياس ؛ لأنَّ بياضَ سائِر بدنِها كدرعٍ لها قد لبِسَتْهُ. ومنه اللَّيالى الدُّرْعَ ، وهى ثلاثٌ تسودّ أوائلها ويبيضُ سائرُها ، شُبِّهت بالشَّاة الدَّرْعاء. فهذا مشبَّهٌ بمشبَّهٍ بغيره.
ومما شذَّ عن الباب الاندراعُ : التقدُّمُ فى السير. قال :
__________________
(١) ينسب البيت إلى طفيل العنوى ، ولقيس بن زهير ، ولشريح بن الأحوص. انظر اللسان (درس) وملحقات ديوان طفيل ص ٦٤.