خصى الخاء والصاد والحرف المعتل كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاسُ عليها إلّا مجازاً ، وهى قولُهم خَصَيتُ الفَحْل خَصْياً. و «برِئْتُ إليك من الخِصاء». ومعنى خَصَيْت فعلٌ مشتقٌّ من الخُصْى ؛ وهو إيقاعٌ به ، كما يقال ظَهَرْتُه وبطنته ، إذا ضربتَ ظهْرَه وبطنَه. فكذلك خَصَيته : نزعت خُصْيَيْه.
خصب الخاء والصاد والباء أصلٌ واحد، وهو ضدُّ الجَدْب. مكانٌ مخْصِبٌ : خَصِيبٌ. ومن الباب الخِصَاب : نَخْل الدَّقَل (١).
خصر الخاء والصاد والراء أصلان : أحدهما البَرْد ، والآخر وسَط الشَّىء.
فالأوّل قولُهم خَصِر الإنسانُ يَخْصَر خَصَراً ، إذا آلَمهُ البَرد فى أطرافه. وخَصِر يومنا خَصراً ، أى اشتدَّ برْدُه. ويومٌ خَصِرٌ. قال حسان :
رُبَّ خالٍ لِىَ لو أبْصَرْتِهِ |
|
سَبِطِ المِشْيةِ فى اليومِ الخَصِرْ (٢) |
وأمَّا الآخَر فالخَصْر خَصْر الإنسانِ وغيره ، وهو وَسَطُه المستدِقُّ فوق الورِكين. والمُخَصَّر : الدقيق الخَصْر. ومنه النَّعلُ المُخَصَّرَة. وأما المِخْصَرَةُ فقضيبٌ أو عصاً يكون مع الخاطب إذا تكلَّم ؛ والجمعُ مَخاصر. قال :
* إذا وصَلُوا أيمانَهُمْ بالمخاصر (٣) *
__________________
(١) الخصاب : جمع خصبة ، بالفتح. والدقل ؛ بالتحريك : ضرب من التمر ردئ.
(٢) ديوان حسان ٢٠٥ واللسان (خصر). وقبله :
سألت حسان من أخوانه |
|
إنما يسأل به لشيء الغمر |
قلت أخواني بنو كب إذ |
|
أسلم الأبطال هورات الدبر |
(٣) صدره كما فى اللسان (حصر) :
يكاد بزيل الأرض وقع خطابهم
وجاء فى شعر صفوان الأنصارى فى البيان والتبيين (١ : ٣٨) :
ولا الناطق التخار والشيخ دغل |
|
إذا وصلوا أيمانهم بالمخاسر |