بالعجم ، وليست فيهم شجاعة مذكورة كشجاعة العرب. وقال :
* وتَشْقَى الرّماحْ بالضَّياطرةِ الحُمْرِ (١) *
الضياطرة : جمع ضَيْطار ، وهو الجبان العظيم الخَلْق الذى لا يُحسن حملَ السّلاح. قال :
تعرَّضَ ضَيطارُ وفُعالةَ دونَنا |
|
وما خَيْرُ ضَيطارٍ يقلِّب مِسطَحا (٢) |
وقولهم غيث حِمِرٌّ ، إذا كان شديداً بقشر الأرض. وهو من هذا الذى ذكرناه من باب المبالغة.
وأمّا الأصل الثانى فالحِمار معروف ، يقال حمار وحَمير وحُمُر وحُمْرات ، كما يقال صعيد وصُعُد وصُعُدات. قال :
إذا غَرّد المُكَّاء فى غير روضةٍ |
|
فويلٌ لأهل الشَّاء والحُمُراتِ (٣) |
يقول : إذا أجدبَ الزّمانُ ولم تكن روضة فغرَّد (٤) فى غير روضةٍ ، فويلٌ لأهل الشاء والحمرات.
وممّا يحمل على هذا الباب قولُهم لدويْبّة : حِمارُ قَبَّانَ. قال :
يا عجبَا لقد رأيتُ عجَبَا |
|
حمارَ قَبَّانٍ يسوقُ أرنبا (٥) |
ومنه الحِمار ، وهو شىء يُجعَل حول الحوض لئلا يسيل ماؤُه ، والجمع حمائر.
قال الشاعر :
__________________
(١) لخداش بن زهير ، كما فى اللسان (ضطر). وصدره
وتركب خيلا لا هوادة بينها
(٢) البيت لمالك بن عوف البصرى ، كما فى اللسان (ضطر). وفعالة : كناية عن خزاعة.
(٣) البيت فى اللسان (مكا) وأمالى القالى (٢ : ٣٢) ، وسيعيده فى (مكو).
(٤) فى الأصل : «يفرد فعرد».
(٥) الرجز فى اللسان (حمر ، قبب ، قبن).