« السلام عليك ياشهر الله الأكبر ... » من تسليمات الإمام السجاد عليهالسلام عند وداع شهر رمضان المبارك (١) ، وهل يسلم ـ روحي فداه ـ على فاقد الشعور ، أو لابدّ من الأخذ فيه بظاهر الكلام المثبت لشعور المسلّم عليه وهو الزمان؟ فإذا ثبت له ثبت لغيره من خلق الله ، غير الإنسان ، والملك ، وذوي العقول ، والشعور ، لأن ( حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز سواء ) (٢). وأن المواجهة لها كرامتها إطلاقاً ، وجدارتها للسلام عند المناسبات ، وإليك من النظم بهذا الصدد بالذات قال القائل ونعم ما قال :
ذنوبي وإن جلّت فعفوك موئلي |
|
وما زال كان العفو للذنب ماحيا |
أنلني منُى قلبي رضاك وبغيتي |
|
لقاؤك فيه يا مناي شفائيا |
لعلك غضبان ولست بعالم |
|
سلام على الدارين إن كنت راضيا (٣) |
وآخر :
سلام على أهل القبور الدوارس |
|
كأنهم لم يجلسوا في المجالس |
ولم يشربوا من بارد الماء شربةً |
|
ومل يأكلوا من كلّ رطب ويابس |
سلام على الدنيا وطيب نعيمها |
|
كأن لم يكن يعقوب فيها بجالس (٤) |
__________________
١ ـ سبق البحث في غضون ( ١٠ ـ سلام الوداع ).
٢ ـ وهو مثل مشهور.
٣ ـ شدّ الأزار في حطّ الأوزار عن زوّار المزار ٧٣ ، لعبد الله بَدل المترجم فيه تحت رقم ٢٠ قوله :
* سلام على الدارين *
الداران : الدنيا والآخرة وليست الدنيا إلا السماء والأرض وما بينهما وهي ليست إلا الكائنات فسلام الشاعر إنما هو عليها. وهكذا الآخرة وما خلق الله فيها من شيء.
٤ ـ شد الأزار ٢٨٦ ، للأمير يعقوب بن ليث ، رقم ٢٠٧. وشرحه : هزار مزار لولده عيسى بن جنيد من كتاب القرن الثامن والتاسع.