وإليك معنى الآية وما يناسبها قال
الطبرسي : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها ). أمر الله المسلمين برد السلام على
المسلم بأحسن مما سلم إن كان مؤمناً ، وإلا فليقل : ( وعليكم ) لا يزيد على ذلك ،
فقوله : ( بأحسن منها ) للمسلمين خاصة ، وقوله : ( أو ردّوها
) لأهل الكتاب
عن ابن عباس. فإذا قال المسلم : السلام عليكم فقل : وعليكم السلام ورحمة الله ، وإذا
قال : السلام عليكم ورحمة الله فقل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فقد
حييته بأحسن منها وهذا منتهى السلام. وقيل : إن قوله ـ تعالى ـ : ( أو ردّوها
) للمسلمين
خاصة أيضاً عن السدّي ، وعطاء ، وإبراهيم ، وابن جريج ، قالوا : إذا سلم عليك
المسلم فرد عليه بأحسن مما سلم عليك ، أو بمثل ما قال. وهذا أقوى لما روي عن النبي
، صلىاللهعليهوآله ، أنه قال :
« إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم » .
وذكر علي بن إبراهيم في تفسيره عن
الصادقين عليهمالسلام أن المراد
بالتحية في الآية السلام وغيره من البر .
وذكر الحسن أن رجلاً دخل على النبي ، صلىاللهعليهوآله
، فقال « السلام عليك فقال النبي ، صلىاللهعليهوآله
: وعليك السلام ورحمة الله ، فجاءه آخر فقال : السلام عليك ورحمة الله ، فقال
النبي : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، فجاءه آخر فقال : السلام عليك ورحمة
الله وبركاته ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، فقيل : يا رسول الله زدت للأول والثاني في
التحية ، ولم تزد في الثالث ، فقال : إنه لم يبق لي من التحية شيئاً فزدت عليه
مثله » .
وروى الواحدي بإسناده عن أبي أمامة عن
مالك بن التيهان قال : قال رسول الله ، صلىاللهعليهوآله
: من قال : « السلام عليكم كتب له عشر حسنات ، ومن قال : السلام عليكم ورحمة الله
، كتب له عشرون حسنة ،
__________________