ومن ذلك (البَرْجَمَةُ) غِلَظُ الكَلام : فالراء زائدةٌ ، وإنَّما الأصل البَجْم. قال ابنُ دريد: بَجَم الرّجُل يَبْجُم بُجُوماً ، إِذا سكَتَ من عِىٍّ أو هيْبَةٍ ، فهو باجِمْ.
(فأما النَّبَهْرَجُ) فليست عربيّةً صحيحة ، فلذلك لم يُطْلَبْ لها قياس. والبَهْوج الرَّدِىّ. ويقال أرضٌ بَهْرَجٌ ، إذا لم يكن لها مَن يحميها. وبَهْرَجَ الشَّىْءَ إذا أخَذَ به على غير الطريق. وإن كان فيه شاهدُ شعر (١) فهو كما يقولون «السّمَرَّج» (٢). وليسَ بشَىْءٍ.
ومما فيه حرف زائد (البَرْزَخ) الحائل بين الشيئين ، كأنّ بينهما بَرَازاً* أى متَّسَعاً من الأرض ، ثم صار كلُّ حائلٍ بَرْزَخاً. فالخاء زائدة لما قد ذكرنا.
ومن هذا الباب (البَرْدِس (٣)) الرّجُل الخبيث. والباء زائدة ، وإنما هو من الرَّدْسِ ، وذاك أن تقتحم الأمور ، مثل المِرْداس ، وهى الصخرة. وقد فُسِّر فى بابه.
ومن ذلك (بلذَمَ (٤)) إذا فَرِقَ فسَكَتَ. والباء زائدة ، وإنَّما هو من لَذِمَ ، إذا لَزِمَ بمكانه فَرِقاً لا يتحرَّك.
__________________
(١) من شواهده قول العجاج فى ديوانه ١٠ واللسان (بهرج) :
وكان ما اهتض الجحاف بهرجا
(٢) يريد أن الشاهد لا يدل على أن الكلمة أصل فى العربية ، بل هى معرية ، كما أن «السمرج» معربة ، ومعناها استخراج الخراج فى ثلاث مرات. وقد جاء فيها قول العجاج فى ديوانه ٨ واللسان (سمرج) :
يوم خراج يخرج السمرجا
(٣) يقال بردس ، كزبرج ، وبرديس بزيادة ياء.
(٤) يقال بالذال والذال جميعاً ، كما فى المجمل.