والأصل الرابع : البَلَل ، وهو مصدر الأبلِ من الرِّجال ، وهو الجرِئ المُقْدِم الذى لا يستحيى ولا يُبالِى. قال شاعر :
أَلَا تَتَّقُونَ الله يا آلَ عامِرٍ |
|
وهَلْ يَتَّقى اللهَ الأبَلُ المصَمِّمُ (١) |
ويقال هو الفاجر الشَّديد الخُصُومة ، ويقال هو الحَذِر الأريب. ويقال أبَلَ الرَّجُل يُبِلّ إبلالاً ، إذا غَلَب وأعْيَا. قال أبو عُبيدٍ : رجلٌ أبَلٌ وامرأةٌ بلّاءِ وهو الذى لا يُدرَكْ ما عِندَه.
وما بعد ذلك فهى حكايةُ أصواتٍ وأشياءَ ليست أُصولاً تَنقاس. قال أبو عمرو البَلِيل: صوتٌ كالأنين. قال المرّار :
صوادِىَ كُلُّهُنَّ كأُمِّ بَوٍّ |
|
إذا حَنّتْ سمِعتَ لها بليلا |
قال اللحْيانىّ : بَليلُ الماء صَوتُه. والحمام المبَلِّل هو الدائم الهدير قال :
ينفِّرْن بالحَيْحَاءِ شَاءَ صُعَائِدٍ |
|
ومن جانب الوادِى الحمامَ المبَلِّلَا (٢) |
وبابِل : بلد. والبُلْبُل طائر. والبَلْبَلَةُ وَسْواس الهموم فى الصَّدر ، وهو البَلبال. وبَلبَلةُ الألسُنِ اختلاطُها فى الكلام. ويقال بَلْبَلَ القومُ ، وتلك ضَجَّتُهم. والبُلبُلُ من الرِّجال الخفيف ، وهو المشبَّه بالطائر الذى يسمَّى البلْبل والأصل فيه الصَّوت ، والجمع بلابل. قال:
__________________
(١) البيت فى اللسان (١٣ : ٧١). ونسب فى حواشى الجمهرة (١ : ٣٨) إلى المسيب بن علس.
(٢) الحيحاء بفتح الحاء وكسرها : مصدر حاحيت بالمعز دعوتها. فالفتح بإجراء الفعل مجرى دعدعت ، والكسر بتقديره فى وزن فاعلت. وفى الأصل واللسان (١٣ : ٦٨): «بالحيجاء» صوابه ما أثبت. انظر اللسان (٢٠ : ٣٣٣). وصعائد بضم أوله : موضع.