ذلك لمعنًى اختُصَّتْ به ليس فى غيرها ، ولا شىء أولى بذلك المعنى من أن يكون المُعَوَّضُ من الحرف المحذوف الذى هو الفاء.
وجَوَّزَ سيبويه أن يكون أصلُه لَاهاً على ما نذكره من بعد.
وإلَاهَةُ : اسم موضعٍ بالجزيرة. وقال (١) :
كَفَى حَزَناً أن يرحَل الرَكْبُ غُدْوَةً |
|
وأُصْبِح فى عُلْيَا إلَاهَةَ ثاوِيا (٢) |
وكان قد نهشته حيّةٌ.
وإلَاهَةُ أيضاً : اسمٌ للشمس غير مصروفٍ بلا ألفٍ ولامٍ ، وربَّما صرفوه وأدخلوا فيه الألف واللام فقالوا الإلَاهَةُ (٣). وأنشدنى أبو علىّ :
تَرَوَّحْنَا من اللَعْبَاءِ قَصْراً (٤) |
|
وأَعْجَلْنَا الإلاهةَ أنْ تَؤُوبا (٥) |
وقد جاء على هذا غير شىء من دخول لام المعرفة الاسمَ مرّةً وسقوطها أخرى ، قالوا : لَقِيتُهُ النَدَرَى وفى نَدَرَى ، وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بعد الفَيْنَةِ ، ونَسْرٌ والنَسْرُ : اسمُ صنمٍ ، فكأنَّهم سَمَّوْها إلَاهةَ لتعظيمهم لها وعبادتِهم إيَّاها.
والآلِهَةُ : الأصنامُ ، سَمَّوها بذلك لاعتقادهم أنَّ العبادة تَحُقُّ لها ، وأسماؤهم تَتْبَعُ اعتقاداتِهم لا ما عليه الشىء فى نفسه.
والتَأْلِيهُ : التعبيد.
والتَأَلُّهُ : التَّنَسُّكُ والتَعَبُّدُ. قال رؤبة :
* سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تَأَلُّهِى (٦) *
وتقول : أَلِهَ يَأْلَهُ أَلَهاً ، أى تَحَيَّرَ ؛ وأصله وَلِهَ يَوْلَهُ ولَهاً. وقد ألِهْتُ على فلانٍ ، أى اشتدَّ جزعى عليه ، مثل ولِهْتُ.
أمه
الأَمَهُ : النِسيانُ. تقول منه : أَمِهَ بالكسر.
وقرأ ابنُ عباس رضى الله عنهما : (وادَّكَرَ بعدَ أَمَهٍ).
قال الشاعر :
أَمِهْتُ وكنتُ لا أنسى حديثاً |
|
كذاكَ الدهرُ يُودِى بالعُقُولِ |
وأمّا ما فى حديث الزهرىّ : «أمِهَ» بمعنى أقرّ واعترف ، فهى لغة غير مشهورة.
__________________
(١) أفنون التغلبى ، واسمه صُرَيْمُ بن معشر.
(٢) قبله :
لعمرك ما يدري الفتى كيف يتقى |
|
إذا هو لم يجعل له الله واقيا |
(٣) فى التكملة «ألاهة» بالضم لا بالكسر. التكملة للصغانى ص ١١٣٣.
(٤) يروى : «عَصْراً» ، و «قَسْراً».
(٥) بعده :
على مثل ابن مية فانعياه |
|
تشق نواعم البشر الجيوبا |
(٦) قبله :
لله در الغانيات المده