قبره شيئاً؟ قال : يا ابن بكير ما أعظم مسائلك! الحسين عليهالسلام مع أبيه واُمّه وأخيه الحسن في منزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يحبون كما يحبى ، ويرزقون كما يرزق ، فلو نبش في أيّامه (١) لَوُجِد ؛ وأمّا اليوم فهو حَيٌّ عند ربّه يرزق وينظر إلى مُعَسْكره وَينظر إلى العرش متى يؤمر أن يحمله وأنّه لعلى يمين العرش متعلّق ( كذا ) يقول : يا رَبّ أنجزْ لي ما وَعدتَني ، وإنّه لينظر إلى زُوَّاره وهو أعرف بهم وبأسماء آبائهم وبدرجاتهم وبمنزلتهم عند الله من أحدكم بولده وما في رَحله وأنّه ليرى مَن يبكيه فيستغفر له رحمةً له ، ويسأل أباه الاستغفار له ويقول : لو تعلم أيّها الباكي ما أعدَّ لك لفرحتَ أكثر ممّا جزعتَ ، فليستغفر له كلُّ مَن سمع بُكاءَه مِن الملائكة في السَّماء وفي الحائر ، وينقلب وما عليه مِن ذنبٍ ».
٣ ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن عدَّة من أصحابه ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال (٢) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : ما مِن نَبيٍّ ولا وصيّ نبيِّ يبقى في الأرض بأكثر مِن ثلاثة أيّام ثمَّ ترفع روحُه وعَظْمُه ولَحمُه إلى السّماء ، وإنّما تؤتى مواضع آثارهم ويبلّغونهم مِن بعيدٍ السَّلامَ ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب » (٣).
__________________
١ ـ بيّنها الحديث الآتي بعد هذا الحديث.
٢ ـ في بعض النّسخ : « زياد بن جلاّل » وفي بعضها : « أبي الجلال » ، وكلاهما تصحيف. وما في المتن ـ بالحاء المهملة ـ معنون في رجال الشّيخ تارةً من أصحاب الباقر واُخرى من أصحاب الصّادق عليه السلام ، وهو ثقة.
٣ ـ قال استاذنا الغفّاريّ ـ أيّده الله ـ : هنا شبهة مشهورة ، وهي أنّ نوح عليه السلام نقل عظام آدم عليه السلام من الماء ، أو سرنديب إلى الغري ، وكذا موسى عليه السلام نقل عِظام يوسف عليه السلام من مصر إلى بيت المقدِس ، ورأس الحسين عليه السلام نقل من كربلاء إلى الشّام ومن الشّام إلى النّجف أو كربلاء ، وأنّ بعض أهل الكتاب كان يأخذ عظم نبيٍّ من الأنبياء : بيده ويستسقى وكان بإذن الله ينزل المطر حتّى أخذ منه ذلك العظم فما نزل بعد ذلك باستسقائه ، وقد نطقت الأحاديث بتلك الوقايع. ووجّه بإمكان العود بعد تلك الأيّام ، ولا يخفى ما فيه ومنافاته لتتمّة الخبر.
واحتمل الفيض قدس سره في الوافي بأن يكون المراد باللّحم والعظم المرفوعين المثاليّين