ومأواه ، واُعذِّبه عَذاباً لا اُعذِّبه أحداً مِن العالمين ».
وحدَّثني مَن رفعه إلى أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله وأبا جعفر عليهماالسلام يقولان : مَن أحبَّ أن يكون مسكنُه ومأواه الجنَّة ـ إلىُ آخره كما في صدر الباب ـ.
الباب السّابع والخمسون
( مَن زار الحسين عليه السلام احتساباً )
١ ـ حدَّثني أبي رحمهالله وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بنِ سليمانَ النّيسابوريِّ قال : حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ ، عن مَنيع بن الحَجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن ، عن قُدامَةَ بن مالك ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : مَن زارَ الحسين مُحتسباً لا أشَرَاً ولا بَطَراً ولا رياء ولا ولا سُمْعَةً مُحِصَتْ عنه ذنوبُه (١) كما يمحص الثَّوب بالماء ، فلا يبقى عليه دَنَس ، ويكتب له بكلِّ خُطْوةٍ حَجّة ، وكلّما رفع قدماً عُمرة ».
٢ ـ حدَّثني أبي رحمهالله عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن أبان الأحمر ، عن محمّد بن الحسين ( كذا ) الخزَّاز ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : قلت : جُعِلتُ فِداك ما لمن أتى قبر الحسين عليهالسلام زائراً له عارفاً بحقِّه يريد به وَجهَ الله تعالى والدَّارَ الآخرة؟ فقال له : يا هارونُ مَن أتى قبر الحسين عليهالسلام زائراً له عارفاً بحقِّه يريد به وجهَ الله والدَّار الآخرة غَفر الله ـ وَاللهِ ـ له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه وما تأخَّر ، ثمَّ قال لي ـ ثلاثاً ـ : ألم أحْلِف لك؟ ألم أحْلِفْ لك؟ ألم احْلِف لك؟! ».
٣ ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبدالله بن محمّد
__________________
١ ـ قال في النّهاية : « اصل المَحْص : التّخليص. ومنه تمحيص الذَنوب أي إزالتها ». وفي القاموس : « مَحَصَ الذَّهب بالنّار اخْلَصه مَما يَشُوبُه ». وفي نسخة : « يمضمض » أي يغسل. و « لا أشَراً ولا بطراً » قال الفيض رحمهالله : « الأشر والبطر متقاربان يعني سبب الطّغيان ».