مساواته إيّاه في قتل أو جرح ، ثمّ عمّ في كلّ مساواة ، ومنه تقاصّوا : إذا قاصّ كلّ منهم صاحبه في الحساب ، فحبس عنه مثل ما كان له عليه.
(٨) قوله عليه السلام : من ثوابك لا ، متى؟
الوقف على كلّ من ثوابك ولا متى موؤوث السماع مأثور الرواية ، على المأخوذ عن المشيخة ، وهو مكتوب العلّامة بخطّ «كف».
(٩) قوله عليه السلام : ومن أشقى ممّن هلك عليك
«عليك» في موقع الحال و «على» ظرفيّة ، أو يعبّر في «هلك» تضمين ما يوصل بـ«على». ومعنى العبارة ومغزاها : ومن أشقى ممّن هلك على بابك وهو دخيل عليك لائذ بحرمك وحماك ، وملتجىء إلى طوارك وفنائك.
أو ممّن هلك عند وفوده ووروده عليك بعد الموت الذي حقيقته رفض إقليم الغرور ونضو جلباب الباطل.
أو «على» بمعنى «مع» كما في قوله علا من قائل (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (١) وقوله عزّ قائلاً (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ) (٢) أي : ومن أشقى ممّن هلك معك ومع أنت عليه من العناية البالغة ، والرأفة السابغة ، والفضل العظيم ، والرحمة الواسعة.
ومن هذا السبيل وعلى هذه السياقة ما في كلام أمير المؤمنين عليه السّلام : إيّاك وأن ترى جنّة عرضها السماوات والأرض ، وليس لك منها موضع قدم.
ويحتمل أن يكون «على» بمعنى «في» أي : ومن أشقى ممّن هلك في معرفتك ، وظنّ أنّه قد يخيب منك آمل ، ويرد عن بابك سائل ، وأنّ في عظائم السّيئات والجهالات ما لا يسعه
__________________
١. سورة الدخان : ٣٢.
٢. سورة الجاثية : ٢٣.