الصّراط المستقيم ، وبذلك أبقى الله تعالى الدِّين ، وعرَّف به الأئمّة الرَّاشدين ، المَهدِيين صلوات الله عليهم أجمعين ، وهزم جنود الكفر والمشركين.
ثمَّ لاشكّ لأحدٍ من ذوي البصائر أنَّ زيارة قبورِ الأولياء من الأئمَّة عليهمالسلام أو الرَّبانييِّن مِنَ العلماء والأتقياء وإن لم يكونوا من الشُهداء ترغّب الزَّائر إلى سلوك مَنهجهم ، وترك ما يبعّده عن صراطهم وطريقتهم ، وذلك هو الحقّ المبين ولاينكره أحدٌ من ذوي اللّبّ من الصّالحين ، والحمد لله ربِّ العالمين.
فكما قلنا محتوى الكتاب في غاية الإتقان ، وألفاظه كشَقائق النُّعمان ، لو تَجسّمت معارفُه لكانت بدراً زاهراً ، ولو تنسّمت مطالبه لكانت مِسكاً ذافراً ، ولو قبست كلماتُه لكانت شِهاباً ثاقباً ، لأنّه يهدي إلى عِرفان الأئمَّة الأعلام عليهمالسلام وإلى دينهم الحقّ في كلِّ عصر وزمان ، وكلِّ صُقع ومكان.
فبإحياء هذا الأثر القَيّم ونشره بصورة عالية بَهيَّة مُنقّحةٍ قد تشرق شموسُ مطالبه الآفاق ، وتبصر شمائل أوراده وأسراره جميع الأطباق بلا شكّ فيه ولا ارتياب. فرحم الله عزّ وجَلّ مؤلّفه الفذّ العبقريّ في كلِّ العشيّة والإشراق.
غرة ج١ ١٤١٧ ـ ق تطابق ٢٥|٦|١٣٧٥ ـ ش |
على أكبر الغفاري ايران ـ طهران |
__________________
* ـ قال الحسن البصري : « تجب طاعة ملوك بني أمية وإن جاروا وإن ظلموا والله لما يصلح بهم أكثر مما يفسدون ».
وفي شرح الموطأ : « إذا ظلم الإمام فالطاعة أولى من الخروج » ، وهذا قول مالك وجمهور علماء أهل السنة. ولكن الله تعالى يقول : « فَاتَّبَعُوا أمرَ فِرعَونَ ومَا أمر فِرعَونَ بِرَشيدٍ * يَقدُمُ قَومَهُ يَومَ القِيامَةِ فَأورَدَهُمُ النّارَ ـ الآية ».