و «أَنْ» ـ خَفِيْفَةٌ ـ : نِصْفُ اسْمٍ ؛ وتَمَامُه يَفْعَل ؛ كقَوْلِكَ : أُحِبُّ أنْ ألْقَاكَ ؛ فَصَارَ «أنْ» و «ألْقَاكَ» في مِيْزَانِ اسْمٍ واحِدٍ.
و «إنَ» و «أنَّ» : حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ. وللعَرَبِ في «إنَّ» لُغَتَانِ : التَّثْقِيْلُ والتَّخْفِيْفُ ، فمَنْ خَفَّفَ رَفَعَ بها ، إلَّا أنَّ ناساً من أهْلِ الحِجَازِ يُخَفِّفُوْنَ ويَنْصِبُوْنَ على نِيَّةِ التَّثْقِيْلِ ؛ فإنَّهم قَرَأُوا : وإنْ كُلًّا (٢٠). فأمَّا قَوْلُه عَزَّ اسْمُه : إنَّ هذَانِ لَسَاحِرَانِ (٢١) فمنهم مَنْ يَجْعَلُ اللّامَ في مَوْضِعِ «إلَّا» ويَجْعَلُ «إنْ» جُحُوْداً على تَفْسِيْرِ : ما هذَانِ إلَّا ساحِرَانِ ، ومنهم مَنْ يَقُوْلُ : «إنَّ» في مَعْنى «أَجَلْ» ؛ فإذا وَقَفُوا عليه قالوا : إنَّهْ ، ويَحْتَجُّوْنَ بقَوْلِه : إنَّ وراكِبَها. وقيل : هو ـ ههُنا ـ في مَعْنى الدُّعَاء.
و «أنَّى» : في مَعْنى كَيْفَ ، ومِنْ أَنَّى شِئْتَ : أي من حَيْثُ وأَيْنَ.
و «أَنَا» : فيها لُغَتَانِ : حَذْفُ الألِفِ الأخِيْرَةِ ، وإثْبَاتُها [٣٥١ / ب] وهو الأَحْسَنُ في الوُقُوْفِ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي)(٢٢) أي لكن أَنَا.
والآنَ : بمَعْنى السّاعَةِ التي يكونُ فيها الكلامُ والأمْرُ رَيْثَما تَبْتَدِىءُ (٢٣) وتَسْكُتُ ، وهي مَنْصُوْبَةٌ في كُلِّ حالٍ.
وأَيْنَ : وَقْتٌ من الأمْكِنَةِ (٢٤).
والأَيْنُ : الإِعْيَاءُ والكَلَالُ ، ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ ، وقيل : آنَ يَئِيْنُ أَيْناً.
والأَيْنُ : الحَيَّةُ.
وأَنَّ الرَّجُلُ يَئِنُ أَنِيْناً : من المَرَضِ ؛ وأَنّاً وأَنَّةً. ورَجُلٌ أُنَانٌ : كَثِيْرُ الأَنِيْنِ.
ورَجُلٌ أُنَنَةٌ : وهو القَوَّالَةُ البَلِيْغُ ، والجَمِيْعُ الأُنَنُ.
__________________
(٢٠) سورة هود ، آية رقم : ١١١.
(٢١) سورة طه ، آية رقم : ٦٣ ، والقراءة المتداولة : (إِنْ).
(٢٢) سورة الكهف ، آية رقم : ٣٨.
(٢٣) في الأصلين : تبتنىء ، والتّصويب من العين.
(٢٤) كذا في الأصلين. وفي المعجمات : سؤال عن المكان. وما في الأصل هو نصُّ العين.