٣٣٥ ـ وَبِهِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ [فِي قَوْلِهِ تَعَالَى] : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ ـ قَالَ : افْتَخَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَشَيْبَةُ وَالْعَبَّاسُ وَرَجُلٌ قَدْ سَمَّاهُ ـ فَقَالَ الْعَبَّاسُ : أَنَا أَسْقِي حَجِيجَ بَيْتِ اللهِ وَأَنَا أَفْضَلُكُمْ وَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا هَاجَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم وَجَاهَدْتُ مَعَهُ. وَقَالَ شَيْبَةُ : أَنَا أَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) إِلَى قَوْلِهِ : (الْفائِزُونَ).
__________________
وَسَلَّمَ] : أَقِيمُوا سِقَايَتَكُمْ فَإِنَّ لَكُمْ فِيهَا خَيْراً.
[وَ] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ تَكَلَّمَا فِي ذَلِكَ يَعْنِي [قَوْلَهُ تَعَالَى :](أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ [الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ ...).
وَرَوَاهُ أَيْضاً الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ تَفْسِيرِهِ : ج ١٠ ـ ٩٦ قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ :
نَزَلَتِ [الْآيَةُ] فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ وَعُثْمَانَ ، وَشَيْبَةَ تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ فَقَالَ الْعَبَّاسُ مَا أَرَانِي إِلَّا تَارِكَ سِقَايَتِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : أَقِيمُوا عَلَى سِقَايَتِكُمْ فَإِنَّ لَكُمْ فِيهِ خَيْراً.
قَالَ [ابْنُ يَحْيَى : وَ] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : نَزَلَتِ [الْآيَةُ] فِي عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ تَكَلَّمَا فِي ذَلِكَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ [فِي قَوْلِهِ تَعَالَى] : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) قَالَ : افْتَخَرَ عَلِيٌّ وَعَبَّاسٌ وَشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : أَنَا أَفْضَلُكُمْ أَنَا أَسْقِي حُجَّاجَ بَيْتِ اللهِ. وَقَالَ شَيْبَةُ : أَنَا أَعْمُرُ مَسْجِدَ اللهِ. وَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا هَاجَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُجَاهِدُ مَعَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ. فَأَنْزَلَ اللهِ : (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ ، وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ ، يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ).
وَمَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَيْنِ قَدْ أَسْقَطَهُ الطَّبَرِيُّ أَوْ بَعْضُ الرُّوَاةِ اخْتِصَاراً ، وَكَانَ فِي الطَّبَرِيِّ هَكَذَا : «إِلَى نَعِيمٍ مُقِيمٍ».
أَقُولُ : وَالْآيَتَانِ هُمَا آيَتَا (٢٠ وَ٢١) مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ.
(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَلَفْظَةُ «عَلِيٍّ» غَيْرُ مَوْجُودَةٍ فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ.
وَرَوَاهُ أَيْضاً السُّيُوطِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنَ الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ، قَالَ : وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ ، وَابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَعَدَ الْعَبَّاسُ وَشَيْبَةُ صَاحِبُ الْبَيْتِ يَفْتَخِرَانِ.