عام «١٩٦٢ م» استعد
الوهابيون لمنع المواكب بالقوة ، وفي يوم عاشوراء هجم الوهابيون على المواكب
بضراوة واستخدموا في هجومهم الأسلحة ، والمعاول ، والمجارف ، والفؤوس ، والخشب ،
فسقط المئات من الجرحي والقتلى ، وكانت مذبحة فظيعة. ومما يلفت النظر أن عدداً من
أهل السنة قد قتلوا فيها لأنهم كانوا يشاركون الشيعة في مواكبهم ، كما هو الحال في
بعض مناطق العراق ».
و ـ في جنوب شرقي آسيا :
أما في جنوب شرقي آسيا ، وخاصة منها :
جزر الهند الشرقية ، وأندونيسيا ، وسومطرة ، والفيليبين ، وملتا ، وجاوة ، التي
يكثر فيها المسلمون العلويون الذين هاجروا اليها من حضر موت منذ مئات السنين. فان
إقامة حفلات الحزن والعزاء والمناحة على الامام الحسين عليهالسلام فيها متداولة على طول السنة ، وبالأخص
في العشرة الأولى من شهر محرم كل سنة ، ولا سيما في اليومين التاسع والعاشر منها ،
ـ التاسوعاء والعاشوراء ـ. وقد بدئ بإقامة مجالس هذه النياحات وشعائر الحزن في تلك
الأرجاء والأصقاع منذ أن وطئت أرجل المسلمين من العلويين من أولاد علي العريضي
أرضها. وعلى الرغم من مقاومة السلطان القائمة في تلك البلدان ، ولا سيما في جزر
الفيليبين للمسلمين وتقاليدهم ، ومنعها لهم من مزاولة فروضهم الدينية ، وعبادتهم
وشعائر دينهم ، فإن المسلمين وسيما الشيعة هناك يقيمون هذه المناحات ولو بصورة
سرية.
وفيما يلي وصف لبعض ما يقام فيها من هذه
الشعائر :
١ ـ جاء في مقال نشر في العددين ٩ ـ ١٠
من المجلد «٥٨» من مجلة « العرفان » الصيداوية ، صفحة «١٠٢٦» المؤرخين ذي القعدة
وذي الحجة سنة «١٣٩٠ هـ» بقلم الأستاذ السيد حسن الأمين ، بعنوان : « لمحات من
تاريخ الشيعة من أندونيسيا » ما نصه :