المقدسة ، والاشتراك في مراسيم العزاء التي تقام في هذه العتبات ، وخاصة في كربلاء ، وبذلك يكونون قد أدوا واجباً دينياً ، ورفعوا حملاً عن كاهلهم. وأما سبب زيارتهم لهذه العتبات عن طريق ايران ، فهو رغبتهم في انتهاز الفرصة لزيارة ضريح الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهماالسلام في مشهد « خراسان » وهم في طريقهم الى العراق.
وختم الزائر المذكور كلامه هذا بقوله : إن سكان هذه المناطق الشرقية من الأناضول ، السائرين على مذهب الشيعة ، هم من بقايا الأتراك الآذربيجانيين ، ممن اضطرتهم ظروف الحروب المتوالية بين الايرانيين والعثمانيين في القرون الماضية الى الهجرة من آذربيجان الايرانية الى الأناضول التركية.
وفيما يلي أدرج النبذة التالية عن النياحة في تركيا :
١ ـ جاء في الصفحة «١٩٨» من كتاب « المجالس السنية في ذكرى مصائب العترة النبوية » المار ذكره ، نقلاً عن رسالة للدكتور « ماربين » الألماني في فلسفة نهضة الحسين وثورته الكبرى ومأتمه ، مما يدل على إقامة النياحات على الإمام الشهيد في تركيا قوله :
« حضرت مجالس إقامة العزاء على الحسين عليهالسلام مراراً في إسطانبول ، مع مترجم خاص ، فسمعتهم يقولون : الحسين الذي هو إمامنا ومقتدانا ، وطاعته وإتباعه واجبان علينا ، لم يتحمل الضيم ، ولم يدخل في طاعة يزيد ؛ ولأجل حفظ شرفه وعلو حسبه وارتفاع مقامه ، بذل نفسه ، بذل أولاده ، بذل عياله ، واستعاض عن ذلك بحسن الذكر في الدنيا والشفاعة في الآخرة والتقرب من الله ، وقد خسر أعداؤه الدنيا والآخرة ... » الخ.
وكانت مجالس النياحة والعزاء على الحسين الشهيد تقام أيضاً في اسطنبول ، خاصة في يوم عاشوراء من كل سنة من قبل الجاليات الشيعية المقيمة في هذه المدينة الكبرى ، ويحضرها أحياناً جماعات من السنة ولا سيما الرجال الرسميون ،