بإقامة أسس بناء مدينة « قم » ونشر العمران فيها ، كما بدأوا فور سكناهم هنا بإقامة المآتم والمناحات في مجتمعاتهم الخاصة ومجالسهم السرية على شهيد الطف عليهالسلام خاصة أنهم كانوا قريبي عهد بالفاجعة وتفاصيلها وملابساتها ، مرددين فيها ما جرى على الامام الحسين عليهالسلام وآله في مذبحة عاشوراء.
ولقد استمر هؤلاء الأشاعرة الشيعة على إحياء ذكرى الطف الحزينة في يوم عاشوراء من محرم كل سنة وإقامة العزاء فيه ، ثم تناقل الخلف عن السلف هذا التقليد الحزين ، الى أن حلت الآنسة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر عليهماالسلام وأخت الامام علي بن موسى الرضا عليهماالسلام هذه المدينة سنة «٢٠١ هـ» آتية من مدينة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وقاصدة أخاها الامام الرضا عليهالسلام في مرو بخراسان ، ولكن الأجل لم يمهلها فكانت مدة إقامتها في هذه المدينة «١٧» يوماً مريضة طريحة الفراش في دار موسى بن الخزرج بن سعد الأشعري ، وبعد وفاتها دفنت في أرض كانت لهذا المضيف الجليل ، وأصبح قبرها روضة فيما بعد وللآن يقصده الميع للزيارة والتبرك وإقامة المأتم الحسيني حوله.
وبعد دفن هذه العلوية العذراء التي اشتهرت بـ « معصومة قم » تعاظمت سلطة الشيعة الأشعريين في هذه الناحية واتسع نطاق إقامة مآتم ذكرى شهيد الطف الحزينة بين مختلف طبقات سكان هذه المدينة وما جاورها من القرى والقصبات.
وهكذا كان الاشاعرة المهاجرون من الكوفة الى هذه الناحية في إيران من الأوائل الذين بذروا بذور التشيع لآل علي عليهالسلام فيها ، مستغلين موضوع استشهاد الامام عليهالسلام بكربلاء ومقيمين مآتمه وعزاءه ومجالس النياحة عليه.
أما في مرو بخراسان فعلى عهد الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهماالسلام الذي بدأ منذ أخريات القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الهجري ، فقد تعززت نهضة إقامة المآتم والمناحات واحياء ذكرى استشهاد الحسين عليهالسلام ، بالأخص وأن