والحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزاً فيما لو وجها توجيهاً صالحاً ، وانتهجا السبل القويمة ، ولا غرو ، فلهؤلاء الناس عبقرية فطرية في شؤون الدين » الخ.
٤ ـ جاء في الصفحة «١٩٣» من « موسوعة العتبات المقدسة » قسم كربلاء ، ما نصه أيضاً :
« فيليب حتى وكربلاء : وقد أورد الاستاذ فيليب حتى أستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة برستن بأمريكا ، ذكر كربلاء في مواضع من كتابه المشهور « تاريخ العرب » باللغة الانجليزية. ففي الصفحة «١٨٣» يقول ما ترجمته :
« إن حشود الزوار التي ما تزال تتدفق الى مشهد علي في النجف ومشهد ولده الحسين ـ سيد القديسين والشهداء عند الشيعة ـ في كربلاء القريبة من النجف ، والمسرحية الدينية التي تمثل سنوياً في العاشر من محرم في العالم الشيعي بأسره ، كل ذلك يشهد على أن الموت قد ينفع القديس أكثر من الحياة ».
وبعد أن يوجز الاستاذ « حتى » قصة استشهاد الامام الشهيد وصحبه وآله يقول :
« وقد أوجد المسلمون الشيعة ـ إحياء لذكرى استشهاد الحسين ـ عادة مراسيم الحزن في العشرة الأولى من محرم الحرام سنوياً ، ووضعوا مسرحية عاطفية دينية تؤكد صراعه البطولي وآلامه. وهذه المسرحية الدينية السنوية تمثل في فصلين ، يعرف الأول « عاشوراء » : يمثل في الكاظمية على مقربة من بغداد ، إحياء لذكرى المعركة ، والفصل الثاني بعد العاشر من محرم بأربعين يوماً في كربلاء ، وعنوانه : مرد الرأس » (١) الخ.
وبمناسبة ذكر يوم « مرد الرأس » ويوم الاربعين ، أقول : إن احياء ذكرى هذا
__________________
(١) إن مراسيم العزاء في يوم عاشوراء تقام في كربلاء وسائر البلدان في العراق ، وفي الأقطار الاسلامية ، ولم تقتصر على الكاظمية. ومر تفصيل ذلك في الفصول السابقة.