إلا بعزّ سلطان أو سراً لأجل الحنابلة ، ولم يكن النوح إلا مراثي الحسين وأهل البيت عليهمالسلام فقط ، من غير تعريض بالسلف.
قال : فبلغنا أن البريهاري قال : « بلغني أن نائحة يقال لها خلب تنوح ، اطلبوها فاقتلوها ».
أقول : إن البربهاري توفي سنة «٣٢٩ هـ» وكان الحادث أعلاه سنة ٣٢٣ هـ
١٥ ـ وفي « بغية النبلاء » ايضاً صفحة «١٦١» ما نصه :
« قال : الخالع ... قال : كنت مع والدي سنة «٣٤٦ هـ» وأنا صبي في مجلس الكبوذي ، في المسجد الذي بين الوارقين والصاغة ببغداد ، وهو غاص بالناس ، وإذا رجل قد وافى وعليه مرقعة ، وبين يديه سطيحة وركوة ، ومعه عكاز ، وهو شعت ، فسلم على الجماعة بصوت رفيع ، ثم قال : أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها. فقالوا : مرحباً بك وأهلاً ورفعوه. فقال : أتعرفون لي أحمد المزوق النائح؟ فقالوا : ها هو جالس. فقال : رأيت مولاتنا عليهاالسلام في النوم فقالت لي : امض الى بغداد وأطلبه وقل له : نح علي ابني بشعر الناشئ الذي يقول :
بني أحمد قلبي لكم يتقطع |
|
بمثل مصابي فيكم ليس يسمع |
وكان الناشئ حاضراً فلطم لطماً عظيماً على وجهه ، وتبعه المزوق والناس كلهم ، وكان أشد الناس في ذلك الناشئ ثم المزوق ، ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم الى أن صلى الناس الظهر وتقوض المجلس وجهدوا بالرجل أن يقبل شيئاً منهم فقال : والله لو أعطيت الدنيا ما أخذتها ، فإنني لا أرى أن أكون رسول مولاتي عليهاالسلام ثم آخذ عن ذلك عوضاً ، وانصرف ولم يقبل شيئاً قال : ومن هذه القصيدة ، وهي بضعة عشر بيتاً :
عجبت لكم تفنون قتلاً بسيفكم |
|
ويسطو عليكم من لكم كان يخضع |
كأن رسول الله أوصى بقتلكم |
|
وأجسامكم في كل أرض توزّع |
أقول : أما الناشئ فهو علي بن عبد الله بن وصيف ، أبو الحسن ، المولود سنة