ومنهم الفاضلان المعاصران الدكتور زهير زاهد والأستاذ هلال ناجي في «مقدمة الفية الآثاري» (ص ١٢ ط عالم الكتب ، بيروت) قالا :
وأما سندي في هذا العلم فأخذته عن شيخ الإسلام شمس الدين محمد بن محمد ابن علي الغماري المالكي النحوي ، وأخذ هو عن الشيخ أثير الدين محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان ، وأخذ هو عن أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي بغرناطة ، وأخذ هو عن علي بن محمد بن علي الكتامي الشهير بابن الصائغ ، وأخذ هو عن الأستاذ الكبير أبي علي عمر بن محمد بن عمر الأزدي الشهير بالشلوبين ، وهو الذي انتهت إليه رئاسة هذا الفن النحوي ، اقرأه نحوا من ستين عاما ، وأخذ هو عن الأستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن ملكون ، وأخذ هو عن الحافظ المستنجز أبي بكر محمد بن عبد الله الفهري ، وأخذ هو عن أبي الحسن علي بن مهدي التنوخي الشهير بابن الأخضر ، وأخذ هو عن أبي الحجاج الأعلم الشنتمري ، وأخذ هو عن أبي بكر مسلم بن أحمد الأديب ، وأخذ هو عن أبي عمرو بن أبي الحباب ، وأخذ هو عن أبي
__________________
بالشكل والنقط وغيرهما مما يساعد على القراءة الصحيحة. واختلف العلماء في أول جهد بذل في ذلك السبيل.
فيرى كثير منهم أن أول من فعل ذلك أبو الأسود الدؤلي الذي ينسب إليه وضع ضوابط للعربية بأمر علي بن أبي طالب ، ويروى في ذلك أنه سمع قارئا يقرأ قوله تعالى : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) (٣ ، التوبة) ، فقرأها بجر اللام من كلمة رسوله فأفزع هذا اللحن أبا الأسود وقال : عزّ وجه الله أن يبرأ من رسوله ، ثم ذهب إلى زياد والي البصرة وقال له : قد أجبتك إلى ما سألت ، وكان زياد قد سأله أن يجعل للناس علامات يعرفون بها كتاب الله ، فتباطأ في الجواب حتى راعه هذا الحادث ، وهنا جد جده ، وانتهى به اجتهاده إلى أن جعل علامة الفتحة نقطة فوق الحرف ، وجعل علامة الكسرة نقطة أسفله ، وجعل علامة الضمة نقطة بين أجزاء الحرف ، وجعل علامة السكون نقتطين.